في صبيحة يوم صافٍ على غير العادة، في مدينة مزدحمة لا تعرف النوم، حدث ما لم يكن بالحسبان. انهار فجأة أحد أبراج المجمع السكني الفاخر "أرض الجولف"، مخلفًا وراءه أكوامًا من الركام ومئات الضحايا. كان هذا الحدث المروع بمثابة صدمة للمدينة بأكملها، تاركًا وراءه جرحًا عميقًا في قلب المجتمع.
لقد عشت في المدينة لسنوات عديدة، وشاهدت ناطحات السحاب الشاهقة وهي ترتفع نحو السماء، وأصبحت معلما مميزا في أفق المدينة. كان مجمع "أرض الجولف" أحد أحدث هذه المباني الشاهقة، حيث يضم مئات الشقق الفاخرة التي يسكنها الأثرياء ونخبة المدينة.
في ذلك الصباح المشؤوم، كنت خارجًا أجري بعض المهمات عندما سمعت صوتًا مدويًا اهتزت له الأرض تحتي. نظرت حولي في ذهول، ولم أتمكن من تحديد مصدر الضوضاء في البداية. ثم رأيته، مبنى "أرض الجولف" ينهار أمام عيني، يتحول إلى كومة من الأنقاض في غضون ثوان معدودة.
لقد أصبت بالرعب وأنا أشاهد هذا المنظر. هرعت إلى موقع الحادث مع عشرات آخرين، على أمل أن نتمكن من مساعدة الناجين. ولكن عندما وصلنا، كان المشهد مأساويًا. كانت سيارات الإسعاف ورجال الإطفاء يهرعون ذهابًا وإيابًا، بينما كان الناس يصرخون طلبًا للمساعدة من تحت الأنقاض.
لقد أثر انهيار مبنى "أرض الجولف" عليّ شخصيًا أيضًا. فلقد عشت بالقرب من المبنى لسنوات، واغتنيت بالراحة التي يوفرها مجتمعنا الآمن. لكن هذا الحدث المأساوي جعلني أدرك مدى هشاشة الحياة، ومدى أهمية البقاء يقظين ومحاسبة أولئك الذين يتجاهلون سلامة الآخرين.
وفي الوقت الذي نعالج فيه جراحنا ونعمل على التعافي من هذه الكارثة، لا ينبغي لنا أن ننسى الدروس المستفادة. يجب أن نطالب بالمساءلة والعدالة لضحايا هذه المأساة، وأن نعمل بلا كلل لمنع وقوع حوادث مماثلة في المستقبل. لأن حياة الناس تعتمد على ذلك.