وسط حالة الترقب والانتظار التي يعيشها العالم في ظل أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد، فاجأتنا الأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام المحلية والعالمية عن انهيار مبنى سكني في حي الفيصلية في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية.
ما زاد من حدة المأساة وحظي باهتمام كبير هو إنقاذ طفلة رضيعة من تحت الأنقاض بعد ساعات طويلة من انهيار المبنى، وذلك بفضل لطف الأقدار التي ساقتها إلى يد أحد المسعفين الذي كان يبحث عن ناجين.
قصة الطفلة المعجزة كان والد الطفلة، وهو مقيم مصري، قد أخذها إلى شقة جاره في الطابق العلوي من المبنى المنهار لقضاء ليلة عندهم، وذلك لأن والدتها كانت مريضة. وخلال الليل، حدث الانهيار المفاجئ، وظن الوالد أن طفلته قد قضت تحت الأنقاض.
ومع ذلك، فقد استيقظت الطفلة في اليوم التالي من تحت الأنقاض، ولم تصب بأي أذى سوى بعض الخدوش. وقد كان إنقاذها بمثابة معجزة حقيقية، إذ تمكنت من البقاء على قيد الحياة لمدة تزيد عن 12 ساعة وسط الظلام والبرد.
وعن تفاصيل عملية الإنقاذ البطولية، يقول المسعف الذي أنقذ الطفلة، إنه سمع صوت بكاء ضعيف أثناء بحثه عن ناجين تحت الأنقاض. وبعد تتبعه مصدر الصوت، وجد الطفلة المحاصرة تحت كتلة خرسانية كبيرة.
"كان الأمر أشبه بحلم عندما وجدتها حية"، كما قال المسعف. "لقد كانت معجزة حقيقية. لقد بكيت من الفرح عندما تمكنت أخيرًا من تحريرها من تحت الأنقاض."
أسباب الانهيار ولا تزال التحقيقات جارية لتحديد الأسباب الدقيقة لانهيار المبنى، لكن المسؤولين يشتبهون في أن انهيار المبنى نجم عن أعمال الحفر التي كانت تجري في موقع قريب. وقد تم إجلاء جميع السكان من المباني المجاورة كإجراء احترازي.
"لقد كانت ليلة مرعبة"، كما قال أحد سكان الحي. "سمعنا صوتًا مدويًا ثم شعرنا بالمبنى يهتز. لقد ركضنا خارجين من شققنا دون امتلاك سوى ثياب النوم."
وتم تشكيل لجنة للتحقيق في الحادث وتحديد المسؤوليات. وقد وعدت السلطات باتخاذ إجراءات صارمة ضد أي فرد أو جهة تثبت مسؤوليتها عن الكارثة.
ما الذي يمكننا تعلمه من هذه المأساة؟ إن انهيار مبنى الفيصلية هو مأساة مروعة دفعتنا إلى إعادة التفكير في سلامة المباني التي نعيش فيها. كما تذكرنا هذه المأساة بأهمية الاستعداد لحالات الطوارئ والتأكد من أن لدينا خطة إخلاء في حال وقوع كارثة.
ومع ذلك، وسط كل هذا الحزن والدمار، تبرز قصة الطفلة المعجزة كدليل على أنه حتى في أحلك الأوقات يمكن أن تحدث المعجزات. فلنأمل أن تكون قصتها بمثابة تذكير لنا جميعًا بأن الأمل لا يموت أبدًا.
يجب أن نكون أكثر يقظة بشأن سلامة المباني التي نعيش فيها.
من المهم أن يكون لدينا خطة إخلاء في حال وقوع كارثة.
حتى في أحلك الأوقات، يمكن أن تحدث المعجزات.
We use cookies and 3rd party services to recognize visitors, target ads and analyze site traffic.
By using this site you agree to this Privacy Policy.
Learn how to clear cookies here