لقد فكرتُ ملياً في تلك الكلمات التي تتردد باستمرار في ذهني: "وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ"، ثم أحاول أن أرى نفسي كيف أقيمها حقاً؟ هل هي مجرد ركعات أؤديها فقط، أم أنها اتصال روحي بيني وبين خالقي، أستعيد فيه طاقتي الروحانية وأجدد عهدي مع الله؟
إن أوقات الصلاة الخمس هي فرصة عظيمة لتنظيف القلب من الغبش والهموم، ولتجديد العهد مع الله بأننا لن نغفل عبادته مهما انشغلنا عن ذكره. إنها لحظات وقف مع النفس ومحاسبتها على ما مضى من يومها، وإعادة شحن طاقتها الإيمانية والإيجابية لتكمل باقي يومها بنفس راضية وقلب مطمئن.
وقد كان لهذه الأوقات الخمسة أثر كبير في حياة الناس قديماً، حيث كانت بمثابة منبّه لهم لتذكر الله في كل وقت وحين، وكانت بمثابة إيقاع منتظم لحياتهم اليومية، لا ينامون قبلها ولا يعملون بعدها إلا للضرورة، ويُصلونها في جماعة ليذكروا الله معاً ويشعروا بالأخوة والوحدة فيما بينهم.
وإنني أدعوك اليوم، عزيزي القارئ، أن تجعل أوقات الصلاة الخمسة أهم أولوياتك اليومية، وأن تجعلها موعداً لك مع ربك، تتجدد فيه روحك، وتستريح فيه نفسك، وتتغلب فيه على همومك ومشاكلك. ولا تنسَ أن الصلاة ليست مجرد ركعات وأذكار، بل هي اتصال روحي بينك وبين خالقك، فاجعلها صلاة من القلب إلى القلب.
We use cookies and 3rd party services to recognize visitors, target ads and analyze site traffic.
By using this site you agree to this Privacy Policy.
Learn how to clear cookies here