برج جدة




في مدينة جدة الساحرة، حيث البحر يرقص على الشاطئ الرمل الأبيض وتتجلى روعة الليل عند غروب الشمس، يقف "برج جدة" كشاهد على تطور المملكة العربية السعودية ورمز لشموخ وإبداع أبنائها.
وإني لأشعر بالدهشة والإعجاب كلما نظرت إلى البرج الشاهق، الذي يمتد نحو السماء وكأنه يحاكي ناطحات السحاب في نيويورك أو دبي. إنه حقًا عمل هندسي رائع يجسد قدرة الإنسان على تحدي المستحيل.
لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن وراء هذا العمل المعماري الضخم قصة مثيرة للإعجاب. القصة تدور حول رؤية جريئة لرجل واحد، وهو الأمير الوليد بن طلال، الذي حلم ببناء أطول برج في العالم في مسقط رأسه.
بدأ العمل في البرج في عام 2013، وكان المشروع منذ البداية طموحًا للغاية. فقد تم تصميم البرج على أن يبلغ ارتفاعه كيلومترًا واحدًا (3280 قدمًا)، مما يجعله أطول من أي مبنى آخر على وجه الأرض.
ولكن في عام 2018، تم تعليق العمل في البرج بسبب مشاكل مالية. واستمرت التكهنات حول مستقبل المشروع لعدة سنوات، حتى أُعلن أخيرًا في عام 2022 عن استئناف العمل.
ومن المتوقع الآن أن يكتمل "برج جدة" في عام 2029، وهو ما سيكون حدثًا تاريخيًا. وسيكون البرج أعلى من برج خليفة في دبي، الذي كان يحمل لقب أطول مبنى في العالم منذ عام 2010.
وبصرف النظر عن ارتفاعه الشاهق، سيكون "برج جدة" أيضًا مبنى متعدد الاستخدامات. سيضم فندقًا فاخرًا، ومكاتب، وشققًا سكنية، ومركز تسوق، ومسجد.
وعلى الرغم من الضجيج الذي يحيط بهذا المشروع المذهل، إلا أنني أعتقد أنه سيعود بالنفع على مدينة جدة والمملكة العربية السعودية بأكملها. فمن المؤكد أن "برج جدة" سيجذب السياح من جميع أنحاء العالم، وسيخلق فرص عمل جديدة، ويرفع من مكانة المملكة على الساحة العالمية.
وبينما ننتظر إكمال هذا العمل المعماري الرائع، دعونا نستمتع بجمال مدينة جدة ونفخر بما حققه أبناء الوطن. أما أنا، فسأنتظر بفارغ الصبر اليوم الذي أرى فيه "برج جدة" يلمس السماء ويصبح رمزًا لتقدم بلادنا الحبيبة.