بسام كوسا.. ممثل الحقيقة في زمن الانحطاط
بقلم: محب مجهول
"بسام كوسا".. اسم ارتبط باسم سوريا في عالم الفن، ممثل أتقن تجسيد الشخصيات التي تعيش على أرض الواقع، حتى أصبح صاحب بصمة وعلامة فارقة في الدراما العربية.
بداياته الفنية
ولد بسام كوسا في مدينة حماة السورية عام 1954، ونشأ في بيئة فنية غنية. درس المسرح في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، وتخرج عام 1978.
كانت أولى مشاركاته الفنية في مسرحية "سهرة مع أبي خليل القباني" عام 1976، ومنذ ذلك الحين توالت أعماله الفنية بين المسرح والتلفزيون والسينما، حيث قدم ما يزيد عن 150 عملاً.
أعماله الفنية المميزة
اشتهر بسام كوسا بأدواره القوية والمؤثرة، ومن أشهر أعماله الفنية:
- "دائرة النار" (1980): جسد دور "أبو عادل"، ضابط شرطة نزيه يحارب الفساد.
- "وادي المسك" (1994): لعب دور "أبي عنتر"، مختار القرية الذي يجسد حكمة وعادات وتقاليد المجتمع السوري.
- "الخربة" (1995): مثل دور "أبو مازن"، شيخ عشيرة يعيش حياة صعبة وقاسية.
- "ليل السرار" (2007): أدى دور "أبو فارس"، رجل أعمال ثري يعاني من عقد نفسية.
- "باب الحارة" (2006): ظهر بدور "أبو غالب"، تاجر حارة السبع دراويش المعروف بحكمته وقوة شخصيته.
ملامح أدائه التمثيلي
يتميز أسلوب بسام كوسا التمثيلي بالصدق والتلقائية، فهو لا يمثل الشخصيات بل يعيشها. يعتمد على تفاصيل صغيرة في أدائه لإبراز جوانب الشخصيات النفسية والاجتماعية.
وإلى جانب أدائه التمثيلي المميز، كان كوسا من المدافعين عن الفن الأصيل والقضايا الإنسانية، وكان يرى أن الفنان يجب أن يكون مرآة تعكس هموم ومشاكل المجتمع.
وفاته
توفي بسام كوسا في 2 أبريل 2023 عن عمر يناهز 69 عامًا، بعد صراع مع المرض، وأثار نبأ وفاته حزنًا كبيرًا في الوسط الفني والجماهيري العربي.
إرثه الفني
ترك بسام كوسا إرثًا فنيًا ثريًا من الأدوار التي ستظل خالدة في ذاكرة المشاهد العربي، فقد كان ممثلاً استطاع أن يحاكي الواقع ويعكس نبض الشارع بصدق وإخلاص.
وبصفته ممثلاً ملتزمًا بقضايا وطنه وأمته، عبر بسام كوسا عن آرائه الوطنية والقومية من خلال فنه، فكان صوتًا مدافعًا عن الحقوق المشروعة وكاشفًا عن مكابدات ومآسي الشعوب العربية.
ستبقى أعمال بسام كوسا شاهدًا على عصر من الانحطاط السياسي والاجتماعي في المنطقة العربية، لكنها ستبقى أيضًا دليلًا على أن الحقيقة لا يمكن أن تموت، وأن الفن قادر على مواجهة الظلم والاستبداد.