بشار الأسد.. قصة صعود رجل كان مستعدًا أن يتخلى عن كل شيء
في أعماق قصر الرئاسة في دمشق، كان بشار الأسد جالسًا على مكتبه، يدخن سيجارة وينظر إلى المدينة التي يحكمها منذ أكثر من عقدين. لقد كان رجلًا منعزلاً، محاطًا بأعداء حقيقيين ومتخيلين، لكنه كان أيضًا رجلًا مصممًا على البقاء في السلطة مهما كلف الأمر.
ولد بشار الأسد في دمشق عام 1965، درس طب العيون في لندن وعاد إلى سوريا عام 1994. كان أخوه الأكبر باسل، الذي كان يُعد لخلافة والدهما حافظ الأسد، قد توفي في حادث سيارة قبل عامين، وكان بشار الآن الوريث الواضح.
لم يكن لبشار أي اهتمام بالسياسة في البداية، لكنه وافق على تولي منصب نائب الرئيس في عام 1998 استجابة لطلب والده. بعد وفاة حافظ الأسد عام 2000، أصبح بشار رئيسًا لسوريا، وكان عمره آنذاك 34 عامًا.
في البداية، رحب السوريون بالأسد الأصغر. لقد كان شابًا متعلمًا وحسن المظهر، وكان يقدم وعودًا بالإصلاح والتغيير. لكن سرعان ما تبين أن وعوده كانت مجرد كلام، وأن فترة رئاسته ستكون مختلفة تمامًا عن فترة حكم والده.
كان بشار الأسد أكثر قمعًا من والده، فقد سحق المعارضة السياسية وسجن الآلاف من معارضيه. كما أشرف على الحرب الأهلية التي استمرت عشر سنوات وأسفرت عن مقتل مئات الآلاف من السوريين.
لم يكن بشار الأسد مجنونًا كما صورته وسائل الإعلام الغربية، لكنه كان بلا شك رجلاً قاسياً وطموحًا. لقد كان مصممًا على البقاء في السلطة، وكان على استعداد للتضحية بأي شيء لتحقيق هدفه.
في عام 2011، اندلعت الثورة السورية، وسرعان ما أصبحت البلاد في حالة حرب أهلية. وقف الأسد إلى جانب رجاله، مصممًا على سحق الثورة مهما كلف الأمر.
اليوم، لا تزال الحرب في سوريا مستمرة، ولا يبدو أن هناك نهاية في الأفق. ويبقى بشار الأسد في السلطة، لكنه أصبح الآن رجلًا منعزلاً، محاصرًا في قصره، ويدرك جيدًا أن أيام حكمه معدودة.
We use cookies and 3rd party services to recognize visitors, target ads and analyze site traffic.
By using this site you agree to this Privacy Policy.
Learn how to clear cookies here