في أروقة مجلس الأمن الدولي، وقف بشار الجعفري سليل أسرة دمشقية عريقة، يدافع عن بلاده سوريا في وجه عاصفة سياسية عاتية.
ولد الجعفري في دمشق عام 1956، ونشأ في أجواء علمية وأدبية، فوالده هو المؤرخ والباحث المعروف سهيل الجعفري، وعمه هو الكاتب والقاص المعروف نهاد الجعفري.
تلقى الجعفري تعليمه في مدارس دمشق، ثم التحق بجامعة دمشق حيث درس الحقوق، وبعدها حصل على دبلوم الدراسات العليا في القانون الدولي من جامعة باريس.
بدأ الجعفري مسيرته الدبلوماسية عام 1980، حيث عمل في بعثة سوريا الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، ثم شغل منصب نائب مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة من عام 2006 إلى عام 2014.
في عام 2014، عُين الجعفري مندوبًا دائمًا لسوريا لدى الأمم المتحدة، وخلال فترة توليه لهذا المنصب، واجه العديد من التحديات، كان أبرزها الدفاع عن موقف بلاده في الصراع الدائر فيها.
اشتهر الجعفري بمواجهاته القوية في مجلس الأمن الدولي، حيث كان يدافع بشراسة عن موقف بلاده، ويهاجم المعارضة السورية والدول التي تدعمها، كما كان له مواقف جريئة انتقد فيها سياسة الولايات المتحدة وإسرائيل.
رغم التحديات الكبيرة التي واجهها الجعفري، إلا أنه حقق بعض النجاحات الدبلوماسية، فقد كان له دور في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا عام 2016، كما شارك في المفاوضات التي أدت إلى تشكيل اللجنة الدستورية السورية.
كان الجعفري من أشد المدافعين عن الحرب التي شنتها الحكومة السورية على الإرهاب، ووصف المعارضة بأنها "إرهابيون" و"عملاء" للقوى الأجنبية.
بانتهاء الحرب في سوريا، عاد الجعفري إلى دمشق وعُين نائبًا لوزير الخارجية والمغتربين، ويواصل الجعفري القيام بدور فعال في الشأن السوري، ويحاول المساهمة في إعادة بناء سوريا بعد الحرب.
يُعتبر الجعفري من أبرز الشخصيات الدبلوماسية السورية في العصر الحديث، وقد نال شهرة واسعة بسبب مواقفه الجريئة ودفاعه القوي عن بلاده في المحافل الدولية.