بشير الديك: صاحب القلم الحاذق الذي أثرى السينما المصرية برائعته




عندما نتحدث عن كتّاب السيناريو في مصر، لا يمكننا إغفال اسم واحد برز في سماء الفن المصري، وهو بشير الديك، صاحب القلم الحاذق الذي أثرى السينما المصرية برائعته.

ولد بشير الديك في مدينة دمياط بشمال مصر عام 1944، ونشأ في أسرة بسيطة، لكن شغفه بالثقافة والفن دفعه إلى دراسة الأدب، وحصل على بكالوريوس التجارة من جامعة القاهرة.

بدأ الديك مسيرته الفنية من خلال كتابة القصة القصيرة، ونشر العديد من أعماله في المجلات الثقافية المختلفة، ومن ثم انتقل إلى كتابة السيناريو، حيث وجد شغفه الحقيقي.

من الواقعية الجديدة إلى السينما الجماهيرية

ارتبط اسم بشير الديك بالواقعية الجديدة، ذلك التيار الفني الذي ظهر في السينما المصرية في السبعينيات، والذي ركز على تصوير حياة الطبقات الفقيرة والمهمشة، ومناقشة القضايا الاجتماعية بجرأة.

تعاون الديك مع العديد من مخرجي الواقعية الجديدة، من أبرزهم محمد خان وعاطف الطيب، وشارك في كتابة سيناريوهات لعدد من الأفلام المهمة، مثل "الحريف" و"سواق الأتوبيس".

لم يقتصر إبداع الديك على الواقعية الجديدة، بل تنوعت أعماله بين السينما الجماهيرية التي تحقق نجاحًا كبيرًا لدى الجمهور، وبين الأفلام الفنية التي نالت إشادة النقاد.

من أفلام الديك الجماهيرية الناجحة "المحترف" و"موعد على العشاء"، وفي المقابل قدم أعمالًا فنية متميزة مثل "دماء على الأسفلت" و"الهروب من الخانكة".

سطور لا تُنسى

استطاع بشير الديك ببراعة أن يكتب سيناريوهات لشخصيات خالدة في ذاكرة السينما المصرية، وترك بصمته في تاريخ السينما من خلال سطوره التي لا تُنسى.

من أشهر حوارات أفلام الديك: "أنا لا أبحث عن الحقيقة.. أنا أعرف الحقيقة" من فيلم "الحريف"، و"كلنا أرانب.. أرانب لا تتحمل سوى جزرة صغيرة.. جزرة واحدة" من فيلم "نصف دستة أشرار".

تكريمات وإنجازات

حصدت أعمال بشير الديك العديد من الجوائز والتكريمات، منها جائزة الدولة للتفوق في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة.

كما تم تكريمه في العديد من المهرجانات السينمائية، وحصل على وسام الكفاءة من الدرجة الأولى من الرئيس المصري تقديرًا لإسهاماته في مجال الثقافة.

رحيل أسطورة

في عام 2023، فقدت السينما المصرية أحد أعلامها الكبار، حيث رحل بشير الديك عن عالمنا بعد صراع مع المرض، تاركًا إرثًا غنيًا من الأعمال الفنية التي لا تزال تلهم الأجيال.

ويبقى اسم بشير الديك محفورًا في تاريخ السينما المصرية كواحد من أهم كتاب السيناريو في تاريخها، وأحد رواد الواقعية الجديدة، الذي أثرى السينما المصرية برائعته الأدبية وشخصياته الخالدة.