أصبح الكاتب الكبير بشير الديك اسمًا لامعًا في عالم السينما المصرية منذ أن بدأ مشواره الطويل منذ ستينيات القرن الماضي، يتربع على عرش كتابة السيناريو في مصر والعالم العربي ويعد واحدًا من أبرز كتاب السيناريو الذين تركوا بصماتهم على الشاشة الفنية وأضافوا روحًا وألقًا على الفن السابع بموهبتهم.
ولد الديك في مدينة دمياط عام 1944، حصل على بكالوريوس التجارة من جامعة القاهرة في عام 1966. ومنذ الصغر، كان دقيق الملاحظة ومحبًا للسينما، وبدأ مشواره الأدبي عن طريق كتابة القصص القصيرة.
ورغم دراسته للتجارة، إلا أن شغفه بالسينما جعله يترك العمل في مجال الاقتصاد ويتجه إلى الفن السابع، حيث التحق بالمعهد العالي للسينما وتخرج منه عام 1975.
في عام 1979، انطلق بشير الديك في عالم السينما بكتابة سيناريو فيلم "مع سبق الإصرار"، والذي كان بمثابة الانطلاقة الحقيقية له، فقد حقق الفيلم نجاحًا كبيرًا وتحول إلى واحد من أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية.
استطاع الديك أن يقدم سينما مختلفة، وأبدع في كتابة سيناريوهات أفلام تناولت قضايا اجتماعية وإنسانية مهمة، مستوحاة من الواقع المصري، مثل أفلام "دعوني أنتقم" و"موعد على العشاء" و"الطوفان" و"سواق الأتوبيس"، والتي ناقشت قضايا الفساد والفقر والظلم الاجتماعي.
ولم يقتصر تأثير الديك على كتابة السيناريوهات فقط، بل اتجه أيضًا إلى الإخراج، حيث أخرج فيلم "العاصفة" عام 1988، والذي نال استحسان النقاد والجماهير على حد سواء.
وتعاون الديك مع كبار المخرجين في مصر والعالم العربي، مثل محمد خان وعاطف الطيب وعلي بدرخان وخيري بشارة، وقدم معهم أعمالًا سينمائية خالدة لا تزال تحظى بتقدير كبير.
ومن أبرز الجوائز التي حصل عليها بشير الديك جائزة أحسن سيناريو عن فيلم "سواق الأتوبيس" من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 1982، وجائزة أحسن سيناريو عن فيلم "الطوفان" من مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما المصرية عام 2017، وجائزة تقديرية لإنجاز العمر من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 2018.
ورغم مرور السنوات وتقدم العمر، إلا أن الديك لم يتوقف عن العطاء وكتابة السيناريوهات، ولا تزال أعماله السينمائية تحظى باهتمام الجماهير والنقاد، كما أنه حاضرًا في العديد من الفعاليات والمهرجانات السينمائية ومتواجد دائمًا بين محبيه.
يُعرف بشير الديك ببساطته وتواضعه، ويعتبر قدوة للعديد من كتاب السيناريو الشباب الذين يحلمون بالعمل في مجال السينما، وهو نموذج للكاتب الذي أثرى السينما المصرية والعربية بأفلامه التي لا تزال تحصد التقدير والإعجاب حتى الآن.