بلدية المحلة ضد المقاولون.. صراع مفتوح على مصير مدينة!




ما بين بلدية المحلة الكبرى ومحافظة الغربية من جهة، وشركة المقاولون العرب من جهة أخرى، ثار صراع شرس على مصير المدينة ومشاريعها العملاقة، في صراع طال أمده وتشعبت أطرافه، حتى وصل إلى ساحات القضاء.
في قلب هذا الصراع المشاريع العملاقة والبنى التحتية، فبلدية المحلة ومحافظة الغربية تحمّلان الشركة مسؤولية تأخير هذه المشاريع، في حين أن الأخيرة ترد بعرقلة المحافظة والبلدية لها.

قصة الصراع.. الجذور والتفاصيل

بدأت الخلافات منذ سنوات، حين فازت "المقاولون العرب" بعقد لتطوير البنية التحتية لمدينة المحلة الكبرى، بما في ذلك شبكات الصرف الصحي والمياه والطرق. لكن سرعان ما بدأت المشكلات، حيث أشارت البلدية ومحافظة الغربية إلى تأخر المشروعات عن الموعد المحدد، بالإضافة إلى وجود عيوب فنية فيها.
ردت "المقاولون العرب" بأن التأخير يعود إلى عوائق واجهتها من المحافظة والبلدية، مثل عدم توفير الأراضي اللازمة للعمل أو تأخير الموافقات المطلوبة. كما اتهمت الشركة البلدية بفسخ بعض العقود بشكل تعسفي.

ساحات القضاء.. منازعات مستمرة

وصل الصراع إلى أروقة المحاكم، حيث رفعت البلدية دعوى قضائية ضد "المقاولون العرب" تطالب فيها بتعويضات عن الأضرار التي لحقت بالمدينة بسبب تأخير المشاريع. كما أجرت محافظة الغربية فحصًا فنيًا للمشاريع، أثبت وجود عيوب فنية فيها.
في المقابل، قدمت "المقاولون العرب" دعوى مضادة تطالب فيها بإلزام البلدية والمحافظة بتسليم الأراضي والالتزام بتنفيذ العقود المبرمة. وتستمر النزاعات القضائية حتى الآن، دون حل يلوح في الأفق.

تداعيات الصراع.. مدينة متضررة

وسط هذا الصراع، تعاني مدينة المحلة الكبرى من تأخير المشاريع العملاقة التي كانت من المفترض أن تحدث طفرة تنموية فيها. فشبكات الصرف الصحي غير مكتملة، والمياه غير صالحة للشرب، والطرق متهالكة.
يقول الحاج (65 عامًا)، أحد سكان المحلة: "نعاني من هذه المشاكل منذ سنوات. فشبكات الصرف الصحي ضعيفة وتتسبب في فيضانات في الشوارع عند هطول الأمطار، كما أن المياه غير صالحة للشرب ونضطر لشرائها من الخارج. لقد فقدنا الثقة في هذه المشاريع".

أين الحل؟.. دعوات للتدخل

تدعو فعاليات المجتمع المدني في المحلة الكبرى إلى تدخل الجهات المعنية لإنهاء هذا الصراع وحل المشكلات العالقة. يطالب المواطنون بتحقيق محايد في المشاريع، وتحديد المسؤوليات، وإلزام الأطراف المتنازعة على إكمال المشاريع في أسرع وقت ممكن.
كما يحذر الخبراء من أن استمرار الصراع سيلحق أضرارًا جسيمة بالمدينة ورفاهية سكانها. ويدعون إلى التحلي بالحكمة وحسن النية من جميع الأطراف، من أجل إيجاد حل يضمن مصلحة مدينة المحلة الكبرى وأهلها.
"فهل ستستجيب الأطراف المتنازعة لهذه الدعوات؟ وهل سيعود الاستقرار إلى مدينة المحلة الكبرى؟ أم أن الصراع سيستمر، مخلفًا وراءه مدينة تعاني من المشاكل وتفتقد التنمية؟"