بنك العربي.. قصة صمود وعالمية بنك عربي عريق




بصوت مليء بالاعتزاز، يروي لنا الجد العجوز حكاية "بنك العربي"، ذلك الصرح المالي العربي الذي صمد في وجه العواصف، وتحدى التحديات، ليحفر اسمه بحروف من ذهب في عالم المال والأعمال.
تبدأ حكاية "بنك العربي" في عام 1930، عندما اجتمع مجموعة من الرؤى الفذة من مختلف الدول العربية، متحدين هدف واحد: إنشاء بنك عربي يخدم مصالح المنطقة العربية. فكان ذلك، وُلد "بنك العربي" في مدينة حيفا بفلسطين، ليكون منارة مالية عربية وسط الظلام.
لم يكن الطريق مفروشًا بالورود أمام البنك الوليد. ففي تلك الأيام، كانت المنطقة العربية تعيش حالة من الاضطرابات السياسية والاقتصادية. ومع ذلك، لم تثن هذه التحديات الرجال الأوائل عن تحقيق حلمهم.
توسع "بنك العربي" بسرعة، وافتتح فروعًا له في الدول العربية الرئيسية. وأصبح البنك المفضل لدى الودائع والاستثمارات العربية، مما ساهم في دعم الاقتصاديات العربية الناشئة.
لكن قدر "بنك العربي" لم يخلُ من المنغصات. ففي عام 1948، أجبر البنك على نقل مقره من حيفا إلى بيروت، بسبب اندلاع حرب فلسطين. لم يكن هذا الانتقال مجرد تغيير لمكان البنك، بل كان انتقالًا لقضية عربية. تحول "بنك العربي" إلى رمز للصمود العربي في وجه النكبات.
تابع "بنك العربي" مسيرة نجاحه من بيروت، حيث أصبح مركزًا ماليًا مهمًا في المنطقة. توسع البنك دوليًا، وافتتح فروعًا له في أوروبا وأمريكا وآسيا. وتحول إلى بنك عالمي، يحظى باحترام وتقدير المؤسسات المالية العالمية.
حصل "بنك العربي" على العديد من الجوائز والتقديرات تقديرًا لجهوده في دعم الاقتصادات العربية. وفي عام 2020، احتل البنك المرتبة 69 في قائمة أفضل 100 بنك في العالم، وفقًا لمجلة "ذي بانكر" البريطانية.
اليوم، يقف "بنك العربي" شامخًا كشاهد على قدرة العرب على بناء مؤسسات مالية ناجحة. إنه قصة نجاح عربي، تستحق أن تروى للأجيال القادمة.
لنختم هذه الحكاية بكلمات الشاعر العربي الكبير، محمود درويش:
"والآن بعد أن طال السفر..
وأورق في مداه العشبُ..
وانتشرت على الطريق نارنا..
وأشرقت سماءنا..
حينئذٍ.. حينئذٍ فقط..
سيخرج العدو من أوراقنا.."