بنيامين نتنياهو: رئيس الوزراء الأسطوري الذي لا يمكن إيقافه




في عالم السياسة، هناك أسماء لا يمكن نسيانها، وأسماء تصنع التاريخ وتترك بصمة لا تُمحى على المشهد السياسي العالمي. ومن بين هذه الأسماء البارزة، يبرز اسم بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسطوري الذي لا يمكن إيقافه.
بنية متينة لا تعرف الكلل، وإرادة حرّة، وعقل استراتيجي حاد، هذه هي الصفات التي تميزت بها شخصية نتنياهو طوال مسيرته السياسية الحافلة. تعالوا معًا لاستكشاف رحلة هذا الزعيم الاستثنائي، الذي شكّل مسار السياسة الإسرائيلية لعقود من الزمن.

البدايات المتواضعة

وُلد بنيامين نتنياهو في مدينة تل أبيب في العام 1949، لأسرة يهودية متدينة. كان والده المؤرخ بن تسيون نتنياهو، الذي لعب دورًا بارزًا في حركة الصهيونية. بينما كانت والدته سيلا شينبرغ نتنياهو، التي عُرفت بعملها كمحاضرة في اللغة اليديشية. نشأ نتنياهو في بيئة فكرية وثقافية غنية أثرت بشكل كبير على تكوينه الفكري.

المقاتل من أجل الحرية

في سن الثامنة عشرة، تطوع نتنياهو في الجيش الإسرائيلي، حيث خدم في وحدة النخبة "سايرت متكال". شارك في العديد من العمليات العسكرية السرية، وأُصيب بجروح بالغة أثناء مهمة في لبنان. وقد كرّمته إسرائيل على شجاعته وحكم عليه بعقوبة السجن مع وقف التنفيذ.

مسيرة سياسية صاعدة

بعد تسريحه من الجيش، درس نتنياهو العلوم السياسية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) في الولايات المتحدة. عاد إلى إسرائيل في عام 1978، وانخرط في العمل الدبلوماسي قبل دخوله عالم السياسة. تم انتخابه لأول مرة عضوًا في الكنيست الإسرائيلي في عام 1988.

رئيس الوزراء لأول مرة

في عام 1996، ترأس نتنياهو حزب الليكود وأصبح رئيسًا للوزراء لأول مرة. وقد عُرف عن فترة ولايته الأولى سعيها إلى السلام مع الفلسطينيين والنمو الاقتصادي. ومع ذلك، واجه أيضًا العديد من التحديات، بما في ذلك تفشي الإرهاب والإضرابات الاجتماعية.

العودة إلى السلطة

بعد خسارته في انتخابات عام 1999، عاد نتنياهو إلى السلطة في عام 2009. وقد شكل حكومة ائتلافية مع حزب العمل، وحكم إسرائيل خلال فترة من الاضطرابات الإقليمية. ساعد في إخماد ثورات "الربيع العربي" في المنطقة، وعزز العلاقات مع دول مثل الصين وروسيا.

أطول فترة عمل كرئيس للوزراء

فاز نتنياهو في أربع انتخابات متتالية، وبقي في منصب رئيس الوزراء لأطول فترة في تاريخ إسرائيل. وقد عرف عن ولايته الثالثة تعزيزه للاقتصاد الإسرائيلي، وإصلاحاته في مجالات التعليم والصحة. كما قاد إسرائيل خلال جائحة كورونا، التي أثرت على العالم بأسره.

إرث لا ينسى

بصرف النظر عن الانتماءات السياسية أو الخلافات، فإن بصمة نتنياهو على إسرائيل واضحة للعيان. لقد قاد البلاد من خلال التحديات العالمية، وعزز أمنها، وحافظ على مكانتها كدولة يهودية وديمقراطية. إرثه معقد وكبير في نفس الوقت، ومن المؤكد أنه سيبقى موضوع نقاش وتحليل في السنوات القادمة.

انعكاسات وتحديات

في السنوات الأخيرة، واجه نتنياهو اتهامات بالفساد، والتي أدت إلى محاكمة جارية. وقد نفي التهم، وأصر على براءته. كما واجه انتقادات بسبب تعامله مع احتجاجات حركة "حياة السود مهمة" في الولايات المتحدة.
ومع ذلك، تظل شعبية نتنياهو بين قطاع كبير من الإسرائيليين قوية. يُنظر إليه على أنه زعيم قوي وحاسم، قادر على حماية إسرائيل في عالم مضطرب. في حين أن مستقبل ولايته غير مؤكد، فإن إرث نتنياهو كرئيس وزراء لا يمكن إيقافه يُحتمل أن يظل في عقول الإسرائيليين للأجيال القادمة.