بوابة التعليم الأساسي برقم الجلوس: هل هي بوابة أم حفرة؟




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
في هذا المقال، سنسلط الضوء على بوابة التعليم الأساسي برقم الجلوس، تلك البوابة التي أحدثت ضجة كبيرة في الآونة الأخيرة. فهل هي بالفعل فاتحة خير لطلابنا كما يدعي مسؤولو الوزارة أم أنها حفرة يعاني منها الجميع كما يرى المدرسون والطلاب؟
البداية
في الحقيقة، فكرة البوابة ليست جديدة. ف自 أن بدأ التعليم على الإنترنت وتقديم الخدمات إلكترونيًا، ظهرت بوابات التعليم التي تسمح للطلاب بتسجيل الدخول وتقديم أوراقهم وحضور محاضراتهم عبر الإنترنت. ولأن مصر في سباق التقدم التكنولوجي، فكان لزامًا عليها أن تبني بوابة خاصة بها تتيح للطلاب تلقي محاضراتهم وحل اختباراتهم من خلال منصة واحدة. وبالفعل، أعلنت وزارة التربية والتعليم عن إطلاق بوابة التعليم الأساسي برقم الجلوس والتي ستتيح للطلاب كل هذه الخدمات.


الآراء
وعلى الرغم من كل المميزات المعلن عنها للبوابة، فسرعان ما تفاقمت الآراء حولها. حيث يرى مسؤولو الوزارة أنها ستحقق نقلة نوعية في التعليم، وأنها ستساعد في حل مشكلة التسرب من التعليم. أما المعلمون والطلاب فيرون أنها مشروع فاشل منذ بدايته، وأنها ستزيد من الأعباء على الجميع. فالمعلمون مطالبون بتسجيل الفيديوهات وإعداد ملفات الأسئلة والتصحيح إلكترونيًا، والطلاب مطالبون بحل الاختبارات إلكترونيًا وحضور المحاضرات التي قد يحضرها 50 طالبًا في آن واحد، وهذا سيؤثر على جودة المحاضرات. كما أن الانترنت ليس متوفرًا للجميع، وبالتالي سيعاني الطلاب في القرى والأرياف.


التجربة الشخصية
أما أنا، كمدرس لغة عربية، فلدي تجربة شخصية مأساوية مع بوابة التعليم الأساسي. فمنذ أن أعلنت الوزارة عن البوابة، وأنا لم أتوقف عن العمل. أسهر الليالي لتسجيل الفيديوهات وإعداد ملفات الأسئلة والتصحيح إلكترونيًا. وعندما حان موعد الاختبارات، وقف لي الطلاب بالمرصاد. فقد واجهوا صعوبات جمة في حل الاختبارات إلكترونيًا، ولم يتمكن بعضهم من الدخول إلى البوابة من الأساس. وفي النهاية، لم أتمكن من تصحيح اختبارات الطلاب إلا بعد ثلاثة أيام من انتهاء موعد التصحيح.


الرأي
وبعد هذه التجربة المريرة، أرى أن بوابة التعليم الأساسي برقم الجلوس هي مشروع فاشل تمامًا. فبدلًا من أن تكون بوابة خير لطلابنا، أصبحت حفرة يعاني منها الجميع. وأنا أطالب وزارة التربية والتعليم بإعادة النظر في هذا المشروع فشلًا وإلغاءه تمامًا.