بول أوستر.. الكاتب المراوغ الذي حير النقاد و魅ت القراء




بول أوستر، الروائي الأمريكي المراوغ الذي حير النقاد وأسر القراء في آن واحد، مراوغ في أعماله وكتاباته وحتى في شخصيته الحقيقية، فهل هو الكاتب الساخر الذي لا يتردد في انتقاد المجتمع، أم الرومانسي الحالم الذي يعشق المدينة وضجيجها، أم الفيلسوف الباحث عن الحقيقة في زحام الحياة؟
يروى عن أوستر أنه كان طفلًا خجولًا، ينسحب إلى عالم الكتب هربًا من واقع لا يجده، فكان يقضي معظم أوقاته منغمسًا في قراءة القصص والروايات، وعندما كبر قليلاً أصبح يكتب خواطره ومحاولاته الأدبية الأولى.
ولأنه عاشق للسفر والترحال، فقد جاب أوستر العالم بعد تخرجه من جامعة كولومبيا، وعمل في الكثير من المهن الغريبة، مثل حارس أمن في سجن، وموظف مكتبة، ومترجم في دار نشر، جميعها وظائف لا علاقة لها كثيرًا بالأدب والكتابة، ولكنها زودته بتجارب ومواد غنية لكتاباته.
في عام 1975، نشر أوستر روايته الأولى "اختراع العزلة"، والتي لاقت نجاحًا نقديًا كبيرًا، وترجمت إلى أكثر من 30 لغة، لتمنحه شهرة واسعة في عالم الأدب، ولتعرفه الجماهير على موهبته الأدبية المتميزة.
لكن أوستر لم يكتف بذلك النجاح، بل واصل الكتابة والتأليف، فكتب العديد من الروايات التي نالت استحسان النقاد والقراء على حد سواء، ومن أبرزها: "ثلاثية نيويورك"، و"ليموني سنيكيت"، و"قصر القمر"، و"حياة داخلية"، وغيرها الكثير.
ما يميز أعمال أوستر هو براعته في استخدام اللغة، وقدرته الفائقة على رسم الشخصيات المعقدة والحقيقية، بالإضافة إلى أسلوبه السردي الفريد الذي يمزج بين الواقع والخيال، والكوميديا والتراجيديا.
وإلى جانب أعماله الروائية، كتب أوستر أيضًا العديد من المسرحيات والمقالات والقصص القصيرة، والتي تتميز جميعها بنفس العمق والبراعة اللغوية التي تميز رواياته.
بول أوستر.. الكاتب المراوغ الذي يكتب عن الوحدة والعزلة، عن الحب والخسارة، عن الحياة والموت، عن المدينة والطبيعة، عن كل ما يجعلنا بشرًا، فهل تعرف من هو بول أوستر الآن؟