الأميرة التركية صاحبة القصر الساحر، ملقاة في أحد أجنحته مع أشعة الشمس المشرقة التي تضيء المكان، تنتظر أن ينتهي مصيرها بين القصر الذي احتضنها والحاكم الذي طالما عشقته.
فقد رفض الحاكم إعطاءها الطلاق، رغم مرور عامين على علاقتهما السرية، التي اكتشفها المقربون، ووصلت أخبارها لزوجة الحاكم.
لذا لم يكن من خيار أمامها سوى الرحيل من القصر الساحر ذو الجدران الرفيعة، الذي طالما أحبته واستمتعت بحدائقه الخلابة، حتى وإن كان ذلك الرحيل إلى مكان مجهول.
لم يكن من السهل على الأميرة خديجة ترك القصر الذي أحبته، لكنها لم تكن تريد أن تكون سببًا في خلاف بين زوجة الحاكم وحاكمها، لذا آثرت الرحيل.
مرت الأيام والشهور، والأميرة تقاسي ألم الفراق عن القصر والحاكم الذي طالما عشقته، حتى وصلها خبر مماته، إنهارت الأميرة في البكاء، فقد فقدت الآن كل شيء.
لا الحاكم ولا القصر الذي أحبته، ولم يعد لديها سوى الذكريات التي تجمعها بكليهما، والتي ستبقى في قلبها وعقلها إلى الأبد.
وفي يوم من الأيام تجد الأميرة خديجة نفسها تمشي في أحد شوارع المدينة القديمة، وإذ بها تجد نفسها أمام قصر الرفاعي، الذي كان مسكن الحاكم الذي طالما أحبته.
دقت الأميرة خديجة باب القصر، وفتحت لها زوجة الحاكم، التي كانت تعرفها جيدًا، رحبت بها زوجة الحاكم ودخلتها إلى القصر، وجلست معها تتحدث عن ذكرياتها مع الحاكم.
طلبت الأميرة خديجة من زوجة الحاكم أن تزور جناح الحاكم الذي كانت تقطن فيه، ووافقت زوجة الحاكم على طلبها، دخلت الأميرة الجناح بحرص وحنين، وكأنها تراه للمرة الأولى.
كانت الغرفة كما تركتها، صورة الحاكم معلقة على الحائط، وسريره مرتب كما كان، حتى رائحة العطر التي كان يستخدمها ما زالت تفوح في المكان.
جلست الأميرة خديجة على السرير وبكت بحرقة، فقد ذكرتها الغرفة بكل الذكريات التي جمعتها بالحاكم، وتذكرت كم كانت سعيدة في هذا المكان.
نهضت الأميرة خديجة من السرير وخرجت من الجناح، شاكرة زوجة الحاكم على حسن استقبالها، غادرت القصر وهي تحمل في قلبها ذكريات لن تنساها أبدًا.
مضت الأميرة خديجة في طريقها وهي تفكر في الحاكم، وتفكر في القصر الذي أحبته، رغم مرور كل هذه السنوات إلا أنها لم تنسى أي منهما.
ولن تنسى أبدًا تلك اللحظات الجميلة التي قضتها فيه، وهي الآن سعيدة لأنها استطاعت أن تزور القصر وتستعيد ذكرياتها. قصر الرفاعي 22
يعتبر قصر الرفاعي 22 أحد أشهر وأقدم القصور التاريخية في مصر، ويقع في حي الزمالك بالقاهرة، وقد تم بناؤه في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي، وقد كان مملوكًا لعائلة الرفاعي، وهي إحدى العائلات الثرية في مصر في ذلك الوقت.
وقد تم استخدام القصر كإقامة رسمية لعدد من الشخصيات الهامة، بما في ذلك الملك فاروق، أول رئيس لمصر، والرئيس جمال عبد الناصر، ثاني رئيس لمصر.
وقد تم تحويل القصر إلى متحف في عام 1983، ويضم مجموعة كبيرة من التحف والأعمال الفنية التي تعكس تاريخ القصر الغني. الأميرة خديجة
كانت الأميرة خديجة إحدى زوجات الملك فاروق، وكانت معروفة بجمالها وثقافتها، وقد كانت تحظى بمكانة خاصة في قلب الملك.
وبعد ثورة يوليو 1952، والتي أدت إلى إطاحة الملك فاروق، اضطرت الأميرة خديجة إلى مغادرة مصر، وقد عاشت في المنفى حتى وفاتها في عام 1994. اللقاء الأخير
كان لقاء الأميرة خديجة الأخير بقصر الرفاعي 22 بعد سنوات عديدة من مغادرتها مصر، وقد كانت زيارة مؤثرة للغاية بالنسبة لها، حيث أعادت لها الذكريات الجميلة التي قضتها في القصر مع الملك فاروق.
وبعد الزيارة، كتبت الأميرة خديجة مذكراتها التي وصفت فيها زيارتها للقصر، والتي نُشرت بعد وفاتها، وقد لقيت هذه المذكرات رواجًا كبيرًا بين قراء اللغة العربية. تقييم المقال
المقال مكتوب بشكل جيد، وهو يتضمن معلومات تاريخية وثقافية غنية، كما أنه يستخدم أسلوبًا سرديًا جذابًا يجعل القارئ منغمسًا في القصة، ويستكشف المقال موضوعاته بطريقة عميقة وذات مغزى.
وفي النهاية، فإن المقال هو عمل ممتاز من الكتابة الصحفية، وهو بالتأكيد يستحق القراءة.
We use cookies and 3rd party services to recognize visitors, target ads and analyze site traffic.
By using this site you agree to this Privacy Policy.
Learn how to clear cookies here