بيت الرفاعي 23




في قلب مدينة الإسكندرية النابضة بالحياة، يتربع بيت الرفاعي 23، صرح معماري مهيب يحمل بين جدرانه تاريخًا عريقًا وحكايات لا تُنسى.

يرجع تاريخ بناء البيت إلى أوائل القرن العشرين، حيث تم تشييده على الطراز المعماري الفرنسي الكلاسيكي الجديد، بتصميم أنيق وأعمدة شاهقة تزين واجهته. كان البيت في الأصل ملكًا لأسرة الرفاعي الثرية، التي انتقلت إلى الإسكندرية من سوريا.

عاشت عائلة الرفاعي في هذا المنزل الفخم حياة مترفة، حيث استضافوا حفلات باذخة وحفلات موسيقية حضرها نخبة المجتمع الإسكندري. كانت غرف البيت مزينة بالتحف واللوحات الفنية القيمة، مما جعله تحفة معمارية ورمزًا للثراء والترف.

لكن القدر كان له دور آخر. ففي منتصف القرن العشرين، غادرت عائلة الرفاعي مصر بعد ثورة يوليو، وبقيت فيلتهم الفخمة خاوية. تحولت غرفه الفخمة إلى مكاتب حكومية، وفقد المنزل شيئًا فشيئًا بريقه السابق.

في السنوات الأخيرة، خضع بيت الرفاعي 23 لعملية ترميم شاملة، أعادت له مجده السابق. وبفضل جهود وزارة الآثار المصرية، أعيد فتح أبوابه للجمهور، ليصبح مركزًا ثقافيًا نابضًا بالحياة يستضيف المعارض الفنية والفعاليات الثقافية المختلفة.

اليوم، أصبح بيت الرفاعي 23 معلمًا سياحيًا هامًا في الإسكندرية، ويستقطب الزوار المحليين والأجانب على حد سواء. يمكن للسائحين التجول في غرفه الفخمة، والتأمل في تفاصيله المعمارية الرائعة، واستكشاف تاريخه الغني.

  • غرفة الاستقبال: هذه الغرفة الكبرى كانت بمثابة مدخل للمنزل، وهي مزينة بأعمدة رخامية وأرضيات من الرخام. تصطف على جدرانها لوحات تصور مشاهد من حياة الأسرة الملكية الفرنسية.
  • غرفة الطعام: كانت هذه الغرفة مركزًا لاجتماعات العائلة وحفلات العشاء الفخمة. تتميز بسقف مرتفع وثريا فخمة وثريات كريستالية. كانت المائدة تُزين بأواني فضية وأواني خزفية فاخرة.
  • غرفة الرسم: هذه الغرفة المريحة كانت مكانًا للاسترخاء والترفيه. كانت مزينة بأثاث منجد فاخر وفارسية شرقية. كانت هناك أيضًا بيانو كبير في أحد الأركان.

يتيح بيت الرفاعي 23 للزوار فرصة الغوص في تاريخ الإسكندرية الغني واكتشاف تراثها الثقافي المذهل. إنه مكان يلهم الخيال ويثير الدهشة، ويستحق الزيارة بالتأكيد.

الدعوة للعمل: تعال واستكشف بيت الرفاعي 23، جوهرة الإسكندرية المعمارية. انغمس في تاريخه الساحر واكتشف روعته بنفسك.