بيلا حديد: العارضة التي غيرت معايير الجمال




عندما نفكر في عارضات أزياء فاخرين، غالبًا ما تتبادر إلى الذهن صور النساء نحيفات للغاية مع وجوه خالية من العيوب. ولكن بيلا حديد، العارضة الفلسطينية الأمريكية، تحدت هذه المعايير منذ ظهورها لأول مرة على الساحة في عام 2014.

رحلة النجاح


ولدت بيلا حديد في لوس أنجلوس بكاليفورنيا، والدها مطور عقاري فلسطيني ووالدتها عارضة أزياء هولندية. منذ صغرها، أظهرت بيلا اهتمامًا بالأزياء وملوك الجمال. في عام 2014، بدأت مسيرتها في عرض الأزياء في سن الرابعة عشر.
سرعان ما لفتت بيلا الأنظار بملامحها الفريدة، بما في ذلك عينيها الزرقاوين الواسعتين وحاجبيها الكثيفين. لقد كسرت القالب التقليدي لعرض الأزياء، وألهمت العديد من النساء اللواتي لا يتطابقن مع معايير الجمال السائدة.

كسر الحواجز الجسدية


بالإضافة إلى مظهرها الجسدي المميز، حظيت بيلا أيضًا بشهرة بسبب صراحتها حول نضالاتها مع مرض لايم. في عام 2017، كشفت عن تشخيصها بالمرض، والذي تسبب لها في مجموعة من الأعراض بما في ذلك التعب والألم العضلي.
من خلال مشاركة رحلتها مع مرض لايم، ساعدت بيلا في إثارة الوعي حول هذه الحالة المزمنة. كما أظهرت أنه من الممكن لعارضات الأزياء أن يكنّ صحيحات وقويات، حتى لو لم يلبي أجسادهن المعايير التقليدية.

صوت التنوع


إلى جانب كسر الحواجز الجسدية، كانت بيلا أيضًا مدافعة قوية عن التنوع في صناعة الأزياء. لقد تحدثت عن أهمية تمثيل النساء من جميع الأشكال والأحجام والأعراق.
في عام 2018، شاركت بيلا في تنظيم عرض أزياء خاص بها بعنوان "فوربيدن نوت" (Forbidden Not)، والذي يضم عارضات أزياء من مختلف الخلفيات. كانت هذه خطوة مهمة في إثبات أن الجمال يمكن العثور عليه بأشكال وأحجام مختلفة.

إلهام للجيل القادم


من خلال كسر القالب وتحدي معايير الجمال، أصبحت بيلا حديد مصدر إلهام للجيل القادم. إنها تُظهر للنساء أنه من الممكن تحقيق النجاح والجمال، بغض النظر عن مظهرهن الجسدي.
ولم تقتصر مساهمات بيلا على صناعة الأزياء فحسب، بل كانت أيضًا صوتًا قويًا للتغيير الاجتماعي. لقد تحدثت عن قضايا مثل الصحة العقلية والتنمر والتسامح.
في عالم كثيرًا ما يتم فيه تقييد النساء بمعايير الجمال الضيقة، تقدم بيلا حديد نموذجًا يحتذى به للجميع. إنها تذكرنا بأن الجمال له أشكال وأحجام وخلفيات مختلفة، وأنه يجب الاحتفاء بكل امرأة من أجل فرديتها وقوتها.