بين الأمنيات والواقع : ما أسوأ هدية تلقيتها في حياتي




من منّا لم يتلق هدية غير محببة في يوم من الأيام؟ لا بد أن مررت بهذه التجربة المحرجة حين تتلقى هدية وتتظاهر بالإعجاب بها رغبة منك في تفادي إحراج مقدمها، قد يضطر البعض منا لشكر مقدم الهدية الحقيقي لكن ما بالك إذا كان مقدم الهدية هو والدتك؟ أو أحد أفراد عائلتك المقربين، فهل ستتمكن وقتها من إظهار مشاعرك الحقيقية المتعلقة بالهدية أم ستواصل التظاهر بالإعجاب بها حتى لا تجرح مشاعر من تحب ؟

في الغالب ستتظاهر بالسعادة لكن هذا لا يمنعك من تذكر هذه الهدية السيئة التي ربما تتفادى استخدامها أبداً كلما تذكرتها، تخيل معي هذه الهدية السيئة عندما تتلقاها، فما شعورك؟ وماذا تفعل إزاءها؟

في الحقيقة لقد تلقيت واستلمت العديد من الهدايا السيئة في حياتي ولكن كانت هناك هدية محددة لا يمكنني أبداً أن أنساها، أتذكر جيداً المرة الأولى التي تلقيتها فيها وما شعرت به حينها، لقد كان أبشع شعور في حياتي على الإطلاق.

لقد كنت متحمسة للغاية لتلقي أي هدية مهما كانت، كنت حينها في الصف السادس وقد أوشكت على الانتهاء من العام الدراسي، شعرت بأنني بحاجة ماسة إلى حقيبة مدرسية جديدة، وأخبرت والدتي بذلك، وقد وعدتني بأن تشتري لي حقيبة جديدة بمجرد حصولي على درجات جيدة في اختبارات نهاية العام الدراسي، وقد نجحت بالفعل في تحقيق ذلك.

وفي اليوم التالي لأخر يوم في المدرسة، عدت إلى المنزل لأجد هدية على مكتبي، لقد كانت تبدو جميلة للغاية فغلافها لامع ومرسوم عليها صورة لطائر الفينيق، مما جعلني أشعر بالحماس الشديد لفتحها، بمجرد أن فتحت الهدية وجدت حقيبة مدرسية صغيرة ذات لون زهري فاتح ومليئة برسومات غريبة.

لقد أحببت اللون الزهري بالفعل، لكن لم أحب حجم الحقيبة على الإطلاق، فقد كانت أصغر بكثير مما كنت أتوقع، لا أتذكر تحديداً ما الذي قلته لأمي وقتها، ولكنني أعلم أنني لم أظهر عدم سعادتي، في الحقيقة حاولت أن أكون سعيدة قدر الإمكان، واستخدمت هذه الحقيبة الصغيرة لبضعة أيام، لكن حقيبتي القديمة كانت أفضل بكثير وأكثر عملية، لقد استمرت معي طوال العام الدراسي بأكمله، في حين أن حقيبتي الجديدة مزقت في غضون أسبوع واحد فقط.

لم أخبر والدتي بشأن تمزيق حقيبتي لأنني لم أرد أن أشعرها بالسوء، كنت أرغب في الاحتفاظ بها حتى نهاية العام الدراسي، لكن هذا لم يحدث أبداً، لقد استخدمتها لبضعة أشهر فقط ثم وضعتها في خزانة ملابسي ولم تستخدمها مرة أخرى، لا أعتقد أنني سأستخدمها مرة أخرى على الإطلاق.

ما زلت أحتفظ بهذه الحقيبة إلى يومنا هذا، ولا أعرف سبب احتفاظي بها، فأنا لا أحبها ولا أريد استخدامها، لكن لا أعلم لماذا لا أتخلص منها، ربما لأنها تذكرني باليوم الذي تلقيت فيه أبشع هدية في حياتي.