بين الشغف والواجب: عندما يصطدم حلمك بالواقع




الشغف: الدافع الخفي الذي يقودنا

للشغف سحر يوقظ أرواحنا، تلك الرغبة الملحة التي تجعلنا ننهض من فراشنا كل صباح، وندفع أنفسنا إلى الأمام نحو أحلامنا. إنه ذلك الصوت الداخلي الذي يهمس لنا بما نحب فعله، والشيء الذي يجعلنا نشعر بأننا على قيد الحياة حقًا.
أتذكر عندما كنت طفلة، كنت أكتب القصص وأرسم لساعات. لم يكن مجرد هواية؛ لقد كان شغفي الذي يلهمني ويجعلني أبتسم. كان ذلك الشيء الذي جعلني أشعر بأنني مميزة، وأنه يمكنني التعبير عن نفسي بطريقة فريدة.

الواجب: التزامات الحياة

لكن الحياة ليست مجرد شغف. لدينا التزامات ومسؤوليات، ورغبات الآخرين التي يجب مراعاتها. عندما نكبر، يصبح الواقع أكثر وضوحًا، وما كان يبدو ممكنًا في طفولتنا قد يبدو بعيد المنال الآن.
غالبًا ما يكون الواجب بمثابة عائق أمام شغفنا. قد نتخلى عن أحلامنا بسبب الضغوط المالية، أو توقعات العائلة، أو الخوف من الفشل. قد نؤجلها ونؤجلها، على أمل أن يأتي وقت أفضل لممارستها.

الاختيار الصعب

في مرحلة ما، قد نصل إلى مفترق طرق حيث يتعين علينا الاختيار بين شغفنا وواجبنا. يمكن أن يكون هذا قرارًا صعبًا للغاية، قرارًا له تأثير كبير على حياتنا.
إذا اخترنا شغفنا، فقد نضطر إلى التضحية بالاستقرار المالي أو الأمن أو موافقة الآخرين. قد نواجه التحديات والعقبات، وقد لا نحقق النجاح بالطريقة التي حلمنا بها.
أما إذا اخترنا الواجب، فقد نشعر بالحزن والإحباط لأننا نتخلى عن جزء من أنفسنا. قد نكافح لإيجاد الوفاء في عملنا أو حياتنا الشخصية، لأننا لا نفعل ما نحب فعله حقًا.

إيجاد التوازن

لا يوجد جواب سهل على السؤال الأبدي: هل يجب أن نتبع شغفنا أم واجبنا؟ وفي الحقيقة، قد لا يكون هناك جواب صحيح أو خاطئ. لكل شخص ظروفه الخاصة، وأحلامه الخاصة، وقيمه الخاصة.
لكن الحل الأمثل يكمن في إيجاد التوازن بين هذين العالمين. يمكننا إيجاد طرق لدمج شغفنا في حياتنا، حتى لو لم يكن ذلك على حساب التزاماتنا. يمكننا البحث عن وظائف تربط بين شغفنا ومهاراتنا، أو ممارسة شغفنا كهواية أو نشاط جانبي.

قرارك، حياتك

في النهاية، القرار الذي تتخذه بشأن شغفك وواجبك هو قرارك وحدك. لا يوجد من يمكنه إخبارك بما هو صواب أو خطأ. ثق بغرائزك، واتبع قلبك، وافعل ما تشعر أنه مناسب لك.
تذكر أن الحياة قصيرة، وأننا لا نعيش إلا مرة واحدة. لا تخف من اتباع شغفك، ولا تتردد في الابتعاد عن الواجب إذا كان يثقل كاهلك. قد لا يكون الطريق سهلاً، لكنه سيكون طريقك الخاص، وهو يستحق السفر.
اختر العيش حياة مليئة بالمعنى والوفاء، حياة تتوافق مع ما أنت عليه حقًا. قد تضطر إلى تقديم تضحيات في الطريق، لكن في النهاية، ستكون الحياة التي اخترتها، وهي الحياة التي ستحب أن تعيشها.