لم يكن من السهل على المجتمع الإسرائيلي التعامل مع قضية تجنيد الحريديم للجيش الإسرائيلي. فقد ظل هذا الموضوع شائكًا ومثيرًا للجدل منذ عقود، مع وجود وجهات نظر متعارضة بشدة حول كيفية التعامل مع هذه القضية.
من ناحية، هناك أولئك الذين يعتقدون أن تجنيد الحريديم أمر ضروري لأمن ومستقبل إسرائيل. إنهم يجادلون بأن المجتمع يجب أن يتحمل نصيبه من المسؤولية عن رفاه البلاد، وأن التجنيد هو أحد أفضل الطرق للقيام بذلك.
من ناحية أخرى، هناك من يعتقد أن تجنيد الحريديم سيضر بنسيج المجتمع الإسرائيلي. فهم يزعمون أن الحريديم لديهم معتقداتهم وتقاليدهم الخاصة، وأن التجنيد سيجبرهم على التخلي عنها. بالإضافة إلى ذلك، يخشون أن يؤدي تجنيد الحريديم إلى زيادة التوترات بين الحريديم والعلمانيين في إسرائيل.
في السنوات الأخيرة، كانت هناك جهود متزايدة لزيادة تجنيد الحريديم. لقد طبقت الحكومة مجموعة من الحوافز لتشجيع الحريديم على التجنيد، وقد بدأت بعض المدارس الحريدية في دمج الدروس المتعلقة بالخدمة العسكرية في مناهجها الدراسية.
ومع ذلك، لا يزال تجنيد الحريديم منخفضًا نسبيًا. في عام 2021، خدم حوالي 12% فقط من الحريديم الذكور في الجيش الإسرائيلي. وهذا يقل كثيرًا عن نسبة التجنيد بين العلمانيين والتي تبلغ 82%.
وهناك عدد من العوامل التي تساهم في انخفاض معدل تجنيد الحريديم. وتشمل هذه العوامل الاعتراضات الدينية، ونقص التعليم العلماني، وشبكة الدعم الاجتماعي القوية.
كما أن هناك عددًا من التحديات التي تواجه تجنيد الحريديم. وتشمل هذه التحديات توفير أماكن إقامة منفصلة للجند الحريديم، والتعامل مع احتياجاتهم الدينية، وضمان عدم تعرضهم للتمييز.
على الرغم من التحديات، يجب على إسرائيل الاستمرار في السعي لزيادة تجنيد الحريديم. فمن الضروري لأمن البلاد ومستقبلها أن يتم تمثيل جميع القطاعات في المجتمع الإسرائيلي في الجيش.