تسونامي البحر المتوسط.. كارثة أم خرافة؟




لطالما كانت أحداث تسونامي مصدرًا للخوف والقلق للسكان الذين يعيشون على طول السواحل، فمنذ كارثة تسونامي المحيط الهندي في عام 2004، أصبح العالم أكثر وعيًا بالأضرار المدمرة التي يمكن أن تحدثها هذه الظاهرة الطبيعية. وقد أثار الخبراء مؤخرًا تساؤلات حول إمكانية حدوث تسونامي مدمر في البحر المتوسط، مما أثار الذعر في قلوب سكان المنطقة.

ويعد البحر المتوسط أحد أكثر المسطحات المائية المغلقة في العالم، ويحده اليابسة من جميع الجهات تقريبًا. ويرى بعض العلماء أن هذا الإعداد الجغرافي يجعله أقل عرضة لتسونامي مقارنة بالمحيطات المفتوحة. ومع ذلك، أظهرت الأبحاث الحديثة أن البحر المتوسط قد شهد عددًا من أحداث تسونامي في الماضي، وهو ما يشير إلى أنه ليس محصنًا ضد هذه المخاطر.

وحدث أحد أقوى تسونامي في البحر المتوسط في عام 365 بعد الميلاد، عندما دمر زلزال قوي مدينة الإسكندرية في مصر. ويقدر أن هذا التسونامي وصل إلى ارتفاعات تصل إلى 30 مترًا، مما أسفر عن مقتل الآلاف. وفي عام 1908، ضرب تسونامي آخر مدينة مسينا في صقلية، مما أسفر عن مقتل أكثر من 100 ألف شخص.

ويرى بعض الخبراء أن زيادة النشاط الزلزالي في البحر المتوسط في السنوات الأخيرة قد يزيد من خطر وقوع تسونامي. وفي عام 2016، تعرضت إيطاليا لزلزال بقوة 6.2 درجة، مما أدى إلى حدوث تسونامي小 أدى إلى مقتل شخصين وإصابة العشرات.

على الرغم من الدلائل التاريخية والعلمية التي تشير إلى إمكانية حدوث تسونامي في البحر المتوسط، إلا أنه من الصعب التنبؤ بوقت ومكان وقوع الحدث. وقد قامت العديد من الدول المطلة على البحر المتوسط بتطوير أنظمة تحذير من تسونامي، ولكن من المهم ملاحظة أن هذه الأنظمة ليست مصممة لتكون دقيقة بنسبة 100٪.

وفي حال حدوث تسونامي، فمن المهم اتباع التعليمات الصادرة عن السلطات المحلية. وقد تتضمن هذه التعليمات عمليات الإخلاء إلى المناطق المرتفعة والحفاظ على الهدوء وتجنب دخول المناطق التي تعرضت للغرق.

وفي الختام، على الرغم من أن خطر وقوع تسونامي في البحر المتوسط قد يكون ضئيلًا نسبيًا، إلا أنه لا يزال من المهم إدراك هذه المخاطر واتخاذ الاحتياطات اللازمة. ويجب على سكان المناطق الساحلية على طول البحر المتوسط أن يظلوا على اطلاع بأحدث المعلومات ومتابعة التعليمات الصادرة عن السلطات المحلية، ولا داعي للذعر ولكن يجب أن يكونوا مستعدين لأي حدث محتمل.