طالما تمنيت أن أقضي مناسك العمرة خلال إقامتي بالخارج، لكن كلما فكرت بالأمر اصطدمت بعقبة "تصريح دخول مكة"، هذا الإجراء الذي أقرته السلطات السعودية مؤخرًا لحماية الحرمين الشريفين من جائحة كورونا ومحاصرة انتشار عدوى الفيروس.
مما لا شك فيه أن السلطات السعودية لم تتخذ هذا القرار من فراغ، فالحفاظ على سلامة الحجاج والمعتمرين أولوية قصوى لديها، خاصة في ظل الظروف الوبائية الراهنة. ولكن، وبكل تأكيد، أثار هذا القرار بعض التحديات للمغتربين الراغبين في أداء المناسك، خاصة الوافدين الذين لا يحملون الإقامة السعودية ولا يمكنهم الحصول على "تصريح دخول مكة" إلا من خلال الجهات المختصة في بلدانهم.
ويقوم "تصريح دخول مكة" على أن يُحصل المغترب الراغب في أداء العمرة على موافقة الجهة الحكومية المسؤولة عن تنظيم العمرة في بلده، والتي تقوم بدورها بالتواصل مع السلطات السعودية لإصدار التصريح اللازم له. لكن، وللأسف، تعاني الجهات الحكومية في بعض الدول من التأخير في إصدار التصاريح، مما يتسبب في حرمان كثير من المغتربين من فرصة أداء العمرة.
فأنا، على سبيل المثال، تقدمت بطلب الحصول على "تصريح دخول مكة" من خلال الجهة الحكومية المختصة في بلدي منذ أكثر من أربعين يومًا، وما زلت أنتظر الرد حتى الآن. وأخشى أن يستمر التأخير حتى لا أتمكن من أداء العمرة قبل انتهاء مدة إقامتي بالخارج.
ومن بين التحديات التي يواجهها المغتربون الراغبون في أداء العمرة أيضًا ارتفاع تكاليف الحملات المعتمدة من الجهات الحكومية، والتي قد تصل إلى مبالغ باهظة لا يستطيع بعض المغتربين تحملها.
ناهيك عن معاناة المغتربين من البحث عن حملات غير نظامية لأداء العمرة، مما يعرضهم لمخاطر التوقيف والغرامات المالية، فضلاً عن عدم ضمان سلامتهم طوال فترة المناسك.
إني أتفهم جيدًا أن السلطات السعودية لديها مسؤولية ضمان سلامة الحجاج والمعتمرين، لكنني أرجو أن تنظر في إمكانية تخفيف بعض الإجراءات الخاصة بـ "تصريح دخول مكة" لتسهيل أداء المغتربين لمناسك العمرة خاصة مع تخفيف قيود جائحة كرونا والإتجاه الكامل نحو التعايش مع الوباء.
ولعل من الحلول المقترحة أن تتم زيادة عدد الجهات الحكومية المخول لها إصدار التصاريح في الدول التي يتركز فيها المغتربون، مما سيؤدي إلى تسريع عملية إصدار التصاريح وتقليل فترات الانتظار. كما يمكن أيضًا دراسة إمكانية تقليل تكاليف الحملات المعتمدة من الجهات الحكومية لتكون في متناول جميع المغتربين الراغبين في أداء العمرة.
وفي النهاية، أتمنى أن تتم مراجعة إجراءات "تصريح دخول مكة" بشكل دوري بما يتناسب مع تطورات الوضع الوبائي، وأن يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتسهيل أداء المغتربين لمناسك العمرة دون إخلال بمعايير السلامة والتأمين.