تستعد الجهات المسؤولة عن وضع وتعديل القوانين والتشريعات لتعديل بعض مواد نظام العمل، في خطوة ينتظرها الكثيرون بشغف، إذ بات من الضروري مواءمة هذه القوانين مع تطلعات وآمال العاملين في القطاعين العام والخاص، كما أن التعديلات المرتقبة ستساهم في تعزيز التنافسية الاقتصادية لدولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال توفير بيئة عمل آمنة وعادلة للجميع.
شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة نقلة نوعية في مجال تشريعات العمل، خصوصاً بعد إصدار قانون العمل رقم (8) لسنة 1980، والذي تضمن العديد من الأحكام التي نظمت علاقة العمل وحفظت حقوق العمال وأصحاب العمل على حد سواء، إلا أن التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية المتسارعة تفرض ضرورة مراجعة القوانين والتشريعات بشكل دوري، للتأكد من مواكبتها لمتطلبات العصر الحديث.
ومن هنا تأتي أهمية التعديلات المرتقبة لنظام العمل، والتي ستساهم في تعزيز تنافسية دولة الإمارات العربية المتحدة اقتصادياً، بالإضافة إلى أنها ستعمل على تحسين وضع العمال وحمايتهم من أي مخاطر أو انتهاكات قد يتعرضون لها، فمن المتوقع أن تتضمن التعديلات الجديدة بنوداً أكثر صرامة لمكافحة جميع أشكال التمييز في مكان العمل، كما ستعالج قضية عدم المساواة في الأجور بين الرجال والنساء، وتضمن حماية الأمومة والطفولة، من خلال توفير مزيد من التسهيلات والإجازات للعاملات.
ومن أهم التعديلات المنتظرة أيضاً تلك التي تتعلق بعقود العمل، إذ من المتوقع أن تسمح التعديلات الجديدة بأشكال أكثر مرونة من عقود العمل، مثل عقود العمل الجزئي والعمل عن بعد، مما يتماشى مع التوجهات العالمية في هذا المجال، ويواكب متطلبات سوق العمل المتغيرة باستمرار، كما ستساهم هذه التعديلات في توفير فرص عمل أكبر للشباب والنساء.
كما تتضمن التعديلات المرتقبة أحكاماً جديدة تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي في أماكن العمل، إذ أصبحت هذه التقنية جزءاً لا يتجزأ من عالمنا اليوم، ومن الضروري وضع إطار قانوني واضح لتنظيم استخدامها في بيئة العمل، بما يضمن حماية حقوق العمال ويمنع استغلالهم.
حماية العمال من الاستغلالتولي دولة الإمارات العربية المتحدة اهتماماً كبيراً لحماية العمال من أي شكل من أشكال الاستغلال أو الانتهاكات، وتشكل التعديلات المرتقبة لنظام العمل خطوة مهمة في هذا المجال، إذ من المتوقع أن تتضمن التعديلات الجديدة آليات أكثر فاعلية لتفتيش أماكن العمل والتأكد من التزام أصحاب العمل بالقوانين واللوائح، كما ستعزز التعاون بين الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني لضمان حماية العمال.
وتتضمن التعديلات أيضاً أحكاماً جديدة لمعالجة ظاهرة العمل الإضافي غير المدفوع، والتي تشكل شكلاً من أشكال استغلال العمال، ومن المتوقع أن تنص التعديلات على وجوب تعويض العمال عن أي عمل إضافي يؤدونه، أو منحهم إجازات بديلة، مما يضمن حصول العمال على حقوقهم كاملة.
نحو مستقبل أفضلتمثل التعديلات المرتقبة لنظام العمل خطوة مهمة نحو مستقبل أفضل للعاملين في القطاعين العام والخاص، إذ من المتوقع أن تساهم هذه التعديلات في تعزيز التنافسية الاقتصادية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتحسين أوضاع العمال وحمايتهم من أي مخاطر أو انتهاكات قد يتعرضون لها، كما ستعمل التعديلات على توفير بيئة عمل آمنة وعادلة للجميع، وبالتالي ضمان استمرار النمو والازدهار لدولة الإمارات العربية المتحدة في المستقبل.