أتذكر جيدًا شعور الراحة والسعادة الذي انتابني عندما أُعلن عن تعليق الدراسة في المملكة العربية السعودية لدواعي الوقاية من فيروس كورونا المُستجد. لقد كانت عطلة مفاجئة غير متوقعة، ولكنها كانت موضع ترحيب كبير بالنسبة لي ولزملائي.
في البداية، كان الأمر أشبه بحلم تحقق. لا مزيد من الاستيقاظ المبكر لمواكبة جدول الحصص المزدحم، ولا مزيد من الواجبات المنزلية المرهقة التي لا تنتهي. كان بإمكاني أخيرًا النوم متى شئت، والاستيقاظ متى شئت، وقضاء وقتًا لا نهائيًّا أمام شاشة التلفاز.
لكن مع مرور الوقت، بدأ القلق يتسلل إلى قلبي. كنت أفتقد أصدقائي في المدرسة، وبدأت أشعر بالملل من البقاء في المنزل طوال اليوم. كنت أخشى أن أكون قد فاتني الكثير من الدروس الهامة، وأن أواجه صعوبة في اللحاق عند عودتي إلى المدرسة.
لقد أدركت أن قرار تعليق الدراسة كان قرارًا صعبًا للغاية، اتخذته الجهات المعنية بعد دراسة دقيقة لمخاطر انتشار الفيروس من جهة، وأهمية التعليم من جهة أخرى. كان على المسؤولين الموازنة بين الحاجة إلى ضمان صحة وسلامة الطلاب والمعلمين، والحاجة إلى استمرار العملية التعليمية.
في خضم هذه الظروف الاستثنائية، كان قرار تعليق الدراسة هو القرار الأمثل لحماية المجتمع من جائحة عالمية. فقد ساعد هذا القرار في تقليل فرص انتشار الفيروس بين الطلاب والمعلمين وأسرهم، وبالتالي حماية الصحة العامة.
ومع ذلك، فإن تعليق الدراسة لم يخلو من التحديات والفرص. فقد واجه الطلاب صعوبات في التأقلم مع نظام التعليم عن بُعد، والذي على الرغم من كفاءته، إلا أنه لا يمكن أن يحل محل التواصل المباشر مع المعلمين.
من ناحية أخرى، أتاح تعليق الدراسة فرصًا جديدة لبعض الطلاب. فقد تمكنوا من الاستفادة من وقت فراغهم لتعلم مهارات جديدة، أو ممارسة هواياتهم المفضلة، أو مساعدة أسرهم في الأعمال المنزلية.
لقد علمنا تعليق الدراسة دروسًا قيمة عن مرونة نظامنا التعليمي وقدرته على التكيف مع الظروف المتغيرة. لقد أظهر لنا أهمية استخدام التكنولوجيا في التعليم، وأثبت أنه من الممكن الاستمرار في التعلم حتى في ظل الظروف الاستثنائية.
كما علمنا تعليق الدراسة أهمية صحتنا وسلامتنا. لقد أدركنا أنه لا يوجد شيء أهم من سلامة أفراد المجتمع، وأن حمايتهم تتطلب أحيانًا اتخاذ قرارات صعبة، مثل تعليق الدراسة.
مع بدء رفع القيود المفروضة بسبب فيروس كورونا، يتطلع الطلاب والمعلمون في المملكة العربية السعودية إلى العودة إلى فصولهم الدراسية في أقرب وقت ممكن. ومع ذلك، من المهم أن ندرك أننا قد لا نعود إلى الوضع الطبيعي الذي اعتدنا عليه. قد نضطر إلى الاستمرار في استخدام بعض تدابير الوقاية، مثل التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات، لضمان استمرار العملية التعليمية بأمان.
بغض النظر عن التحديات التي تنتظرنا، فإننا ننتظر بفارغ الصبر العودة إلى مدارسنا وجامعاتنا. نحن نعلم أن التعليم هو مفتاح مستقبلنا، وأننا سنكون أقوى وأكثر مرونة بعد هذه التجربة.
دعوة للتفكير: كيف أثّر تعليق الدراسة على حياتك؟ ما هي الدروس التي تعلمتها من هذه التجربة؟ شارك أفكارك في التعليقات أدناه.