تقبل الله منا ومنكم




عندما كنت طفلة صغيرة، كنت أتطلع دائمًا إلى شهر رمضان. كانت تلك أوقاتًا مليئة بالفرح والألفة والتواصل. أتذكر أنني كنت أجلس مع عائلتي في أجواء دافئة، نستمتع بتناول الطعام ونروي القصص ونضحك. كانت تلك اللحظات عزيزة عليَّ، وهي ما زالت تبعث الدفء في قلبي حتى يومنا هذا.

ولكن مع مرور السنين، بدأت أشعر بقليل من الحزن مع اقتراب شهر رمضان. لقد كبرت وابتعدت عن عائلتي، وأصبحت مسؤوليات الحياة أكثر إرهاقًا. لم أعد أستطيع قضاء اللحظات السحرية نفسها مع أحبائي كما كنت أفعل من قبل.

هذا العام، قررت أن أغير ذلك. قررت أن أجعل شهر رمضان هذا شهرًا خاصًا، وقتًا أتواصل فيه مع عائلتي وأصدقائي وأحتفل بالأشياء البسيطة التي تجعل الحياة تستحق العيش. بدأت بالتواصل مع أقاربي البعيدين، وإرسال الهدايا إليهم، وإجراء مكالمات فيديو لمشاركة الأجواء الرمضانية الرائعة معهم.

كما دعوت أصدقائي القدامى لتناول الإفطار معي، وسردنا معًا ذكرياتنا الماضية وتبادلنا قصصنا. كانت تلك الأمسيات مليئة بالضحك والفرح، وقد ذكرنا بأهمية الروابط التي تربطنا ببعضنا البعض.

وبالطبع، لم أنسَ أهم ما في شهر رمضان: العبادة. لقد حرصت على أداء صلواتي في وقتها، وقراءة القرآن كل يوم، والتبرع للجمعيات الخيرية. لقد وجدت أن هذه الأعمال الروحية تساعدني على التركيز على جوهر رمضان، وتساعدني على الشعور بالامتنان لكل ما لدي.

لقد أدركت أن شهر رمضان ليس مجرد شهر للصيام والعبادة، ولكنه أيضًا شهر للتواصل والاحتفال والتأمل. إنه شهر لوضع حياتنا في نصابها الصحيح، ولتذكر الأشياء التي تهمنا حقًا. وإذا استطعنا إبقاء هذه الروح معنا طوال العام، سنكون أفضل حالًا.

لذا، دعونا نرحب بشهر رمضان بقلوب مفتوحة وأرواح متفائلة. دعونا نستفيد من هذه الفرصة الثمينة للتقرب من أحبائنا، ولنعطي الأولوية للأشياء التي تجعلنا حقًا سعداء. وتذكر، "تقبل الله منا ومنكم".