تهنئة بمناسبة المولد النبوي الشريف




"صلوات الله وسلامه على من عهد به الرسالة، وأرسله رحمة للعالمين، المبعوث رحمة للعالمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، أشرف الخلق وأكرمهم، هادي البشرية إلى الصراط المستقيم، المولود في عام الفيل بشعب بني هاشم، في مكة المكرمة، عليه أزكى السلام وأتم التسليم، الذي أرسله الله تعالى بتعاليم الإسلام السمحة، داعياً إلى الخير ومحارباً للشر، وها هو ذكرى مولدك العظيم يا رسول الله، الذي أنعم الله علينا به في الثاني عشر من شهر ربيع الأول، فلا يسعنا إلا أن نهنئك بذكرى مولدك، وأن نستعيد سيرتك العطرة، وأن نسير على نهجك سائرين في طريق الحق".
وأنت يا رسول الله، صاحب الخلق العظيم، وصاحب الكرم والجود، الذي قال عنك رب العالمين في كتابه الكريم: ﴿وإنك لعلى خلق عظيم﴾، فقد وهبك الله خلقاً عظيماً، فأنت رحيم بالصغير والكبير، شفيق على الضعيف، حليم على الجاهل، كريم مع البخيل، وفيك من الأخلاق ما لم يجتمع في أحد غيرك، فقد كنت يا رسول الله حليماً كريماً، صادقاً أميناً، شجاعاً مقداماً، جواداً سخياً، عفواً صافحاً، متواضعاً، سهلاً لين الجانب، رفيقاً بالناس، باراً بوالدتك، مخلصاً لأصدقائك، وفياً لعهدك، مهتماً بالمساكين والضعفاء، ناصراً للمظلومين، حافظاً للعشرة، مؤدياً للأمانة، راضياً بما قسمه الله لك، قانعاً بما رزقك الله، واثقاً بربك، متوكلاً عليه، مؤمناً بقضائه وقدره، شاكراً تسليم، راض بقضاء الله وقدره، مستسلماً لأمره، راضياً بما قسمه الله لك، صابراً على البلاء، محتسباً الأجر عند الله.
ففي ذكرى مولدك العطرة يا رسول الله، نسأل الله تعالى أن يمنحنا الشفاعة يوم القيامة، وأن يرزقنا حبك وحب أصحابك أهل البيت، وأن يوفقنا للسير على نهجك، وأن يجعلنا من أتباعك المخلصين، وأن يجعلنا من الفائزين لدخول الجنة برحمتك يا أرحم الراحمين.