توبا




توبا هي إحدى المناطق الجميلة التي تقع في مدينة تبوك السعودية، تتميز توبا بمناظرها الطبيعية الخلابة، وجوها النقي الصافي، وكثرة الأشجار والنباتات التي تكسوها مما جعلها مكاناً رائعاً للهروب من ضغوط الحياة ومتاعبها، فهي قبلة للراغبين في قضاء أجمل اللحظات بعيداً عن صخب المدينة.
وتعتبر توبا من المناطق الجبلية التي تحيط بها الجبال من جميع الجهات، وتعلو عن سطح البحر بنحو 2500 متر، وتكسو الجبال منحدرات خضراء رائعة تجذب إليها الكثير من الزوار.
ولم تقتصر جمال توبا على طبيعتها الجبلية وحسب، إذ تتمتع بمناخ معتدل نظراً لارتفاعها الشاهق، لذا فإنها تشهد أجواء باردة صيفاً، وهي بذلك تعد المكان الأمثل للاستمتاع بأجمل الأوقات مع العائلة والأصدقاء بعيداً عن حرارة الصيف اللاهبة.
وتتنوع الأنشطة التي يمكن للزائر القيام بها عند زيارة توبا، إذ يمكنه التمتع بمناظر الطبيعة ومشاهدة الجبال والهضاب الخضراء، بالإضافة إلى التقاط أجمل الصور التذكارية، كما يمكنه استنشاق الهواء النقي الذي ينعش الروح والمزاج.
ومن أجمل الأنشطة التي يمكن للزائر القيام بها هو نصب الخيام والمبيت تحت ضوء القمر والنجوم الساطعة في سماء ليلية صافية، وذلك لما تتمتع به توبا من أمان وهدوء، كما يمكن للزائر ممارسة هواية التسلق على الجبال أو السير لمسافات طويلة على الأقدام في أحضان الطبيعة الساحرة.
وإلى جانب الأنشطة الترفيهية، يمكن للزائر زيارة بعض المعالم التاريخية التي تحتضنها المنطقة، ومنها قلعة تبوك التي تقع في الجهة الشمالية من منطقة تبوك، وبها الكثير من الرسوم والنقوش التي تعود إلى عصور مختلفة.
وتشتهر قلعة تبوك بأنها كانت من أهم الحصون الدفاعية في العصور القديمة، إذ كان لها دورها في حماية المنطقة من الغزاة، كما كانت تستخدم كمستودع للمؤن والإمدادات.
ولا تقتصر معالم توبا على القلعة وحسب، إذ تضم أيضاً العديد من المواقع الأثرية المهمة، مثل مدينة الحجر التي تقع على بعد 20 كم شمال غرب تبوك، وتعتبر من أشهر المواقع الأثرية في العالم.
وتضم مدينة الحجر الكثير من المعالم والنقوش الأثرية التي تعود إلى العديد من الحضارات التي تعاقبت على المنطقة، ومن أهم هذه المعالم قصر المريدس الذي يضم بداخله عديد من النقوش والرسومات التي تصور مناظر الحياة اليومية والحروب في ذلك الوقت.
كما تضم مدينة الحجر معبد الأسد ومدافن لحيان التي يوجد بداخلها مقابر محفورة في الصخر، بالإضافة إلى الكثير من الآثار والنصب التذكارية الأخرى التي تعود إلى العصر الحجري الحديث.
وإلى جانب أهميتها التاريخية، يتمتع الموقع بجمال طبيعي رائع، إذ يحيط به الكثير من الجبال الشاهقة والأودية والهضاب الخضراء، مما جعل منه مكاناً رائعاً للزيارة والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة.
وإلى جانب قلعة تبوك ومدينة الحجر، تضم المنطقة العديد من المعالم التاريخية الأخرى، مثل:
• قلعة الصعيدي: وهي قلعة تاريخية تقع في الجهة الغربية من مدينة تبوك، بنيت لحماية المدينة من الغزاة وكانت تستخدم كمستودع للمؤن والإمدادات.
• قصر المصمك: وهو قصر تاريخي يقع في وسط مدينة تبوك، بناه الملك عبدالعزيز آل سعود عام 1904، وكان مقراً لحكمه في المنطقة الشمالية من السعودية.
• مسجد الصحابة: وهو مسجد تاريخي يقع في مدينة تبوك، بناه المسلمون في عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
• متحف تبوك الإقليمي: وهو متحف يضم العديد من الآثار والقطع الأثرية التي تعود إلى مختلف العصور التاريخية التي مرت بالمنطقة.
كما يمكن للزائر أن يتجول في أسواق توبا التي تضم مجموعة متنوعة من المنتجات المحلية، مثل العسل والتمور والمنسوجات، ويمكنه أيضاً تذوق بعض الأكلات الشعبية الشهيرة في المنطقة، مثل الكبسة والمرقوق.
إذ يمكن للزائر أن يتناول طعام الغداء في أحد المطاعم الشعبية التي تقدم الأكلات المحلية، كما يمكنه شراء بعض الهدايا التذكارية من المتاجر والمحلات التي تبيع المشغولات اليدوية والتحف.
وتعتبر توبا من الأماكن المناسبة لجميع الفئات العمرية، حيث يمكن للعائلات والأطفال قضاء أوقات ممتعة في أحضان الطبيعة، ويمكن للشباب ممارسة هواياتهم المفضلة، مثل تسلق الجبال أو السير لمسافات طويلة، ويمكن لكبار السن الاستمتاع بالهواء النقي والراحة والاسترخاء بعيداً عن صخب المدينة.
وبفضل موقعها الجغرافي المتميز، يمكن الوصول إلى توبا بسهولة من مختلف أنحاء المملكة العربية السعودية، إذ يمكن الوصول إليها عن طريق البر أو الجو، حيث يقع مطار تبوك الدولي على بعد 15 كم من المدينة.
وإلى جانب سهولة الوصول، تتميز توبا بتوافر العديد من أماكن الإقامة التي تناسب جميع الميزانيات، حيث توجد العديد من الفنادق والشقق والشاليهات التي يمكن للزائر الاختيار من بينها.
وبذلك تجمع توبا بين جمال الطبيعة والتاريخ العريق، مما يجعلها من أفضل الوجهات السياحية في المملكة العربية السعودية، والتي تستحق الزيارة والاستكشاف لقضاء أجمل الأوقات مع الأهل والأصدقاء والاستمتاع بالطبيعة الساحرة والهواء النقي.