في عالم الصحافة المصرية، يلمع اسم توفيق عبد الحميد كواحد من ألمع نجومها، وأشهر كتابها الذين تركوا بصمة لا تُمحى في تاريخ الإعلام العربي.
ولد توفيق عبد الحميد في المنصورة عام 1927، وسط أسرة متواضعة، لكن حبه للكتابة والأدب جعله يسعى منذ صغره لتنمية موهبته.
بدأ عبد الحميد رحلته الصحفية في الصحافة المحلية، لكن موهبته وإصراره سرعان ما لفتا انتباه كبار الصحفيين، فالتحق بجريدة "الأهرام"، ليبدأ مسيرة حافلة بالإنجازات.
اشتهر عبد الحميد بكتاباته الساخرة اللاذعة، التي كانت سلاحه في نقد الفساد والظلم، ودفاعه عن قضايا الوطن والمواطنين.
امتاز أسلوب عبد الحميد بالبلاغة والفصاحة، وكان يكتب بلغة بسيطة وساخرة، مما جعل مقالاته مفهومة وشيقة للجميع.
لم يكتف عبد الحميد بالكتابة الصحفية، بل خاض أيضًا تجربة الأدب، فألف العديد من الروايات والمسرحيات، التي نالت إعجاب القراء والنقاد.
استلهم عبد الحميد قصصه من الواقع المعاش، فكتب عن حياة البسطاء والفقراء، والعاملين الكادحين.
ومن أشهر أعماله رواية "الأبنودة" التي تجسد معاناة أبناء الريف المصري في ظل حكم الملكية، ومسرحية "البكاء على النيل" التي تصف مآسي الفلاحين.
حاز عبد الحميد على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لمسيرته الصحفية المتميزة، ومنها:
في عام 2019، رحل توفيق عبد الحميد عن عالمنا تاركًا إرثًا صحفيًا وأدبيًا لا يزال يُدرس ويُحتفى به حتى اليوم.
ويبقى عبد الحميد أسطورة من أساطير الصحافة المصرية، ورمزًا للكلمة الحرة التي لم تخشَ أبدًا كشف الظلم وقول الحق.
وفي ذكرى وفاته، نتذكر كلماته الخالدة: "الصحافة رسالة مقدسة، يجب أن نؤديها بأمانة وإخلاص، فلا يجوز أن نستخدمها لخدمة أغراضنا الشخصية أو مصالحنا الخاصة."