جاكلين الزقازيقي: الإعلامية التي حفرت اسمها بحروف من ذهب في عالم الإعلام العربي




"لا أخشى أحدًا إلا الله وأمي"، هكذا كان شعار الإعلامية جاكلين الزقازيقي، المعروفة بجرأتها وصراحتها وشجاعتها في مواجهة الظلم والفساد. ومع مرور السنين، أصبحت هذه الجملة دليلاً على مسيرة مهنية استثنائية، حفرت اسمها بحروف من ذهب في عالم الإعلام العربي.
بدايات صعبة
ولدت جاكلين الزقازيقي في مدينة دمياط عام 1964 لأب مدرس وأم ربة منزل. ونشأت في أسرة متواضعة، حيث كان تعليم الفتيات آخر ما يفكر فيه الآباء.
إلا أن القدر كان له رأي آخر. فمنذ صغرها، أظهرت جاكلين موهبة غير عادية في الكتابة وسرعة بديهة وقدرة على التعبير عن آرائها بجرأة.
"الأستاذ حمادة"
كان مصير جاكلين يتجه نحو التعليم مثله مثل أشقائها، إلا أن فرصة ذهبية حلت عندما اكتشف "الأستاذ حمادة" موهبتها الصحفية. وكان "الأستاذ حمادة" مدرس اللغة العربية الذي تنبأ بمستقبلها الإعلامي الواعد.
استمعت جاكلين لنصيحة معلمها، واتجهت إلى قسم الصحافة في جامعة حلوان، وحصلت على ليسانس آداب قسم صحافة عام 1987.
الانطلاقة الإعلامية
بدأت رحلة جاكلين الإعلامية في التلفزيون المصري، حيث عملت كمقدمة برامج. إلا أن انطلاقتها الحقيقية كانت مع قناة "دريم" الفضائية، حيث قدمت برنامج "المشهد" الذي سلط الضوء على قضايا المجتمع بجرأة وشفافية.
"لا أخشى أحدًا إلا الله وأمي"

كانت جاكلين من أوائل الإعلاميات اللاتي خضن المجال الإعلامي التلفزيوني، في وقت كان يهيمن عليه الرجال. إلا أنها لم تخف، وواجهت جميع التحديات بصبر وقوة.
"مين قال"
اكتسبت جاكلين شعبية واسعة في الوطن العربي من خلال برنامج "مين قال" الذي كان ومازال يعتبر من أهم برامج التوك شو. تميز البرنامج بتناوله للقضايا الاجتماعية والسياسية بجرأة وشفافية.
لم تتردد جاكلين في استضافة ضيوف ينتمون إلى جميع التيارات الفكرية والسياسية، وواجهتهم بأسئلتها الصعبة التي كانت تضعهم في موقف محرج في كثير من الأحيان.
"الخط الأحمر"
تجاوزت جرأة جاكلين حدود الإعلام في كثير من الأحيان. فقد اشتهرت بتجاوزها للخطوط الحمراء التي وضعها بعض الحكام والمسئولين. ولم تتردد في انتقاد الظلم والفساد ومحاربة كل أشكال القمع والاستبداد.
دفعت جاكلين ثمن جرأتها وشجاعتها الكثير. فقد تعرضت للاعتقال والملاحقة القضائية والتهديدات بالقتل. إلا أنها لم تتراجع ولم تستسلم أبدًا، بل زادتها هذه التحديات قوة وإصرارًا.
"أميرة الجرأة"
لقبت جاكلين بـ "أميرة الجرأة" في عالم الإعلام العربي، وذلك بسبب مواقفها الجريئة وصراحتها المعهودة. ولم تخش مواجهة أي سلطة أو جماعة طالما شعرت بأنها تمارس دورها في كشف الحقيقة والوقوف بجانب المظلومين.
"الإعلامية التي لم تكسر أبدًا"
مرت جاكلين الزقازيقي بالعديد من التجارب الصعبة في حياتها. فقد تعرضت لحادث سير مروع كاد أن ينهي حياتها، كما فقدت والدها ووالدتها في وقت مبكر. إلا أنها لم تستسلم أبدًا للحزن أو اليأس.
واصلت جاكلين مسيرتها الإعلامية بكل قوة وعزيمة، وأصبحت مصدر إلهام للكثيرين. فقد أثبتت أن المرأة العربية قادرة على تحقيق أحلامها مهما كانت التحديات التي تواجهها.
"جاكلين اليوم"
تواصل جاكلين الزقازيقي حتى اليوم مسيرتها الإعلامية المتميزة، رغم تقدمها في العمر. ولا تزال تقدم برنامجها "مين قال" على قناة "دريم" الفضائية، بالإضافة إلى مشاركتها في العديد من المؤتمرات والفعاليات الإعلامية.
ظلت جاكلين الزقازيقي على مدار مسيرتها الإعلامية طويلة وقاسية، وفية لمبادئها وأفكارها. لم تغيرها الشهرة أو السلطة، وظلت كما عهدها جمهورها، إعلامية جريئة لا تهاب ولا تخشى أحدًا إلا الله وأمي.