جامعة الدلتا.. جوهرة الثغر المتلألئة




تقع جامعة الدلتا في قلب مدينة الإسكندرية الساحرة، كجوهرة لامعة تتلألأ على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وهي جامعة حكومية مصرية عريقة تأسست عام 1972 لتكون واحة علمية تضم نخبة من أعضاء هيئة التدريس والموظفين والإداريين المتميزين.
عند دخولي حرم الجامعة لأول مرة، استقبلني منظر خلاب لبحيرة صغيرة تحيط بها شجيرات خضراء وأشجار باسقة، وقد شعرت بإحساس غريب بالانتماء والراحة، وكأنني أعود إلى موطني بعد غياب طويل. شقت طريقي عبر الأبنية الضخمة التي تضم الكليات المختلفة، كل منها له طابعه المميز وتصميمه الفريد.
لم تكن جامعة الدلتا مجرد مكان للدراسة بالنسبة لي، بل كانت تجربة شاملة شكلت شخصيتي ووسعت آفاقي. لقد استفدت من المنهج التعليمي المتطور الذي يركز على البحث العلمي والابتكار، وقد أتيحت لي فرصة المشاركة في مشاريع بحثية حقيقية أشرف عليها أساتذة متمرسون.
ولكن الجامعة لم تكن مجرد مباني وقاعات دراسية، بل كانت أيضًا مجتمعًا نابضًا بالحياة حيث نما صداقات طويلة الأمد. كنت عضوًا في نادي الكتابة الإبداعية، حيث اكتشفت شغفي للكتابة الأدبية. وشاركت في فريق كرة السلة بالجامعة، فتعلمت معنى العمل الجماعي والمثابرة. ومن خلال التدريب العملي الذي حصلت عليه في مختلف القطاعات، اكتسبت مهارات عملية قيمة أهلتني لسوق العمل.
تخرجت من جامعة الدلتا قبل بضع سنوات، ولكنني ما زلت أعتز بتجربتي فيها. لقد كانت السنوات التي قضيتها بين جدرانها أعظم استثمار في مستقبلي، وأنا فخور بأن أكون جزءًا من مجتمع خريجيها المتميزين.
أما عن الحياة الاجتماعية والثقافية في الجامعة، فحدث ولا حرج. كانت هناك حفلات موسيقية وعروض مسرحية ومعارض فنية تقام على مدار العام، مما أتاح لنا تنمية ذوقنا الفني والاستمتاع بجمال الإبداع الإنساني. كما كانت الجامعة ملتقى للأنشطة الطلابية، حيث يمكننا التعبير عن آرائنا بحرية ومناقشة القضايا التي تهم مجتمعنا.
أحمل في قلبي امتنانًا كبيرًا لجامعة الدلتا، وما زلت أتردد على حرمها الجامعي كلما سنحت الفرصة لي، لأستعيد ذكريات الماضي وأستمتع بروح الشباب التي لا تزال تسري بين جدرانها. وأود أن أدعو جميع الطلاب الراغبين في الحصول على تعليم جامعي متميز إلى اختيار جامعة الدلتا كوجهتهم. إنها ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل هي تجربة حياة لن تنسوها أبدًا.