جرينلاند أكبر جزيرة في العالم، وهي أرض متناقضة من الجمال القاسي والأسرار المليئة بالجليد. إنها حلم المغامر والمحب للطبيعة، ولكنها أيضًا تحذير صارخ بشأن آثار تغير المناخ.
يروي سكان جرينلاند، الذين يطلق عليهم الكلاليت، القصص عن أرضهم منذ آلاف السنين. تتحدث أساطيرهم عن مخلوقات خرافية تعيش في الجبال الجليدية، وعن أرواح الصيادين الذين أبحر إلى نهاية العالم.
بنيت حضارتهم على الصيد وجمع الثمار، وعاشوا في وئام مع بيئتهم القاسية. ولكن في القرن العاشر، وصل المستكشفون النرويجيون واستعمروا الجزيرة، وأطلقوا عليها اسم جرينلاند.
كان الحكم النرويجي قصير الأمد، ولكن تأثيره كان دائمًا. ترك المستعمرون لغة وأسماء الأماكن وراءهم، والتي لا تزال جزءًا من الثقافة الجرينلاندية اليوم.
في القرن الثامن عشر، استولت الدنمارك على جرينلاند، التي ظلت تحت سيطرتها حتى عام 1979. وقد منح هذا الاستقلال الجزيرة مزيدًا من الحكم الذاتي، لكنها لا تزال جزءًا من مملكة الدنمارك.
تعد جرينلاند في الخطوط الأمامية لتغير المناخ. ترتفع درجات الحرارة بوتيرة أسرع من أي مكان آخر على كوكب الأرض، مما يؤدي إلى ذوبان الأنهار الجليدية وارتفاع مستوى سطح البحر.
بالنسبة لسكان جرينلاند، فإن تغير المناخ يمثل تهديدًا وجوديًا. يعتمد أسلوب حياتهم على الجليد، وإذا استمرت الأنهار الجليدية في الذوبان، فإن ثقافتهم وهويتهم ستختفي.
جرينلاند أرض رائعة وفي نفس الوقت هشة. إنه يذكرنا بالقوة الهائلة للطبيعة وقدرتها على تدميرنا. لكنه يعلمنا أيضًا أهمية الحفاظ على بيئتنا قبل فوات الأوان.