يُعد جسر الملك فهد تحفة معمارية هندسية مميزة ورمزًا للوحدة والتآخي بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية، حيث يربط البلدين منذ افتتاحه عام 1986.
يبلغ طول الجسر 25 كيلومترًا، ويضم أربعة مسارات متوازية، مما يتيح تدفقًا سلسًا لحركة المرور بين البلدين، ويقدر عدد السيارات التي تعبر الجسر يوميًا بحوالي 30 ألف مركبة.
وليس الجسر مجرد ممر لعبور السيارات فحسب، بل هو أيضًا مركز لعدد من الأنشطة التجارية والسياحية، حيث يضم الجسر منطقة حرة كبيرة توفر فرصًا عديدة للتجار والمستثمرين.
علاوة على ذلك، يُعد جسر الملك فهد معلمًا سياحيًا بحد ذاته، حيث يوفر إطلالات بانورامية خلابة على مياه الخليج العربي، كما يضم مرافق ترفيهية ومساحات خضراء للاسترخاء والتنزه.
في إحدى رحلاتي العديدة بين البحرين والسعودية، عبرت جسر الملك فهد، وشعرت بالامتنان العميق لرؤية هذا العمل الفني الرائع، فقد كان يومًا مشمسًا، والمياه الزرقاء الصافية أدناه تتلألأ تحت أشعة الشمس.
بينما كنت أقود سيارتي عبر الجسر، استمتعت بإطلالات خلابة على أفق المنامة من جهة وأفق الخبر من جهة أخرى، وفي لحظة ما، رأيت سربًا من طيور النورس يحلق فوق الجسر، مما أضاف لمسة جمالية على المنظر.
لقد كان عبور جسر الملك فهد تجربة لا تُنسى، وذكّرني بمدى قرب البلدين وقوة الروابط التي تجمعهما، إنه حقًا شريان نابض يربط شعبين شقيقين.
رمز للتآخي والوحدةأكثر ما يميز جسر الملك فهد هو أنه يرمز إلى الوحدة والتآخي بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية، فمنذ افتتاحه، ساهم الجسر في تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية بين البلدين.
في السنوات الأخيرة، شهدت منطقة الخليج العربي بعض التوترات السياسية، لكن جسر الملك فهد ظل صامدًا كرمز للوحدة والتضامن، مما يذكرنا بأن الروابط التي تجمعنا أقوى من أي خلافات.
لعبة القط والفأر
في بعض الأحيان، عندما أعبر جسر الملك فهد، أجد نفسي أتسابق مع السيارات القادمة من الاتجاه الآخر، إنها لعبة قط وفأر ودية، حيث نحاول تجاوز بعضنا البعض بعيدًا عن أعين شرطة المرور.
هذه اللحظات السريعة من المرح تضيف بعض الإثارة إلى رحلتي، وتذكرني بأيام طفولتي عندما كنت ألعب مع أصدقائي، إنه لأمر ممتع رؤية جانب مرح من جسر الملك فهد عادة ما يُنظر إليه على أنه طريق رئيسي رسمي.
في الختام، فإن جسر الملك فهد أكثر من مجرد طريق، إنه رمز للوحدة والتآخي بين البحرين والسعودية، وهو معلم سياحي مذهل، ومكان يحمل ذكريات خاصة لمن يعبرونه، وتجسيد للروح الإنسانية التي تسعى دائمًا إلى التواصل والتقارب.