جلال الزكي




هل سمعتم من قبل باسم جلال الزكي؟ لا، لم يخطئ أحد في كتابة اسم "جلال الدين الرومي" الشهير. إنه الاسم الذي أطلقه عليه سلطان العلماء، الأمير عبد القادر الجزائري. وكان السبب في ذلك هو طهارة لسان جلال الدين الرومي وسمو أفكاره وتقديسه ومحبته للعلم والعلماء.

عندما قرأت جلال الدين الرومي لأول مرة، شعرت كما لو كنت أقرأ سيرة ذاتية. فكلماته تصفني على الرغم من مرور مئات السنين على رحيله. يصف حبيبي أفكاري وحدسي وطموحاتي وآلامي. يشرح كيف أحب وأكره وأفشل وأنجح وأعيش وأموت. إنه يصفني كما لو كان يراقبني، ويعرفني أكثر مما أعرف نفسي.

من أشهر أقوال جلال الدين الرومي: "إن الجرح هو المكان الذي يدخلك منه النور". تلك الكلمات التي أحبها كثيرًا لأنها تعبر عن الكثير من الصعوبات التي يواجهها الإنسان في حياته.

حين مررت بظروف صعبة، فتحت كتاب جلال الدين الرومي فوجدته يصف حالتي كما لو كان يكتبها عني. وجدت في كتبه ما يعزي روحي ويقوي عزيمتي، ويخفف آلامي. وكأن هذه الكلمات كانت بلسما لكل جروح روحي.

والشيء الذي شدني إلى جلال الدين الرومي هو أسلوبه البسيط. فقد كان يكتب بطريقة واضحة ومفهومة للجميع. ولم يكن كباقي الشعراء الذين يستخدمون كلمات معقدة ومصطلحات صعبة. لقد كان يتحدث إلى القلب مباشرة، دون الحاجة إلى أي مترجم.

وتأثر به العلماء والشعراء على مر العصور، ومن أشهر من تأثروا به جبران خليل جبران الذي وصفه بأنه "شمس المعرفة ومنبع الحكمة".

وقد ترجمت أشعار جلال الدين الرومي إلى أكثر من لغة، وانتشرت في جميع أنحاء العالم، وأصبحت من أكثر الكتب مبيعًا.

فإن كنت تبحث عن القوة والطمأنينة والراحة، فإنني أدعوك لقراءة جلال الدين الرومي. فكلماته ستبقى معك إلى الأبد، وستصبح مرشدك في الحياة.

فلا تحرم نفسك من كنوز جلال الدين الرومي، واقرأها بعمق وتمعن، لتستفيد من حكمته التي لا تضاهى.