جمصة... شاطئ ذكريات لا تُنسى




عندما أتذكر طفولتي، لا بد أن تظهر على شفتي ابتسامة دافئة، وكيف لا! وقد كانت "جمصة" شاهدة على أجمل لحظاتها.

جمصة، تلك المدينة الساحرة، حظيت بمكانة خاصة في قلبي منذ اللحظة الأولى التي وطأت فيها قدمي شواطئها الرملية الناعمة. وكم كانت رائحة البحر العليل تداعب أنفي، وأمواجها المتلاطمة تبعث على الاسترخاء والهدوء في نفسي.

رحلة العمر

في كل صيف، كانت رحلتنا إلى جمصة بمثابة عيد صغير. كنا نستيقظ مبكرين، نتناول فطورنا على عجل، وننطلق بسيارة والدنا المحملة بحقائب السباحة والألعاب. وكانت الطريق إلى جمصة بمثابة مغامرة صغيرة، حيث كنا نغني الأغاني ونضحك بعيدًا عن ضغوط الحياة اليومية.

وعند وصولنا إلى شاطئ جمصة، كان العالم يتغير أمام أعيننا. كانت الرمال البيضاء الممتدة أمامنا كأنها لوحة رسمتها يد فنان ماهر، بينما كان البحر الأزرق الصافي يلمع تحت أشعة الشمس.
وكنا نقضي ساعات طويلة نمرح ونلعب في الماء، نبني القلاع الرملية ونسبح في الأمواج. كانت أيامنا مليئة بالفرح والضحك واللعب.

أصدقاء الطفولة

ولكن ما جعل رحلاتنا إلى جمصة مميزة حقًا هو الأصدقاء الذين كنا نلتقي بهم على الشاطئ. كنا نتعرف على أطفال جدد كل صيف، ونلعب معهم ونأكل معهم.
وكنا نشكل ذكريات لا تُنسى، نتشارك فيها الضحك والأسرار واللحظات الجميلة التي ما زلت أعتز بها حتى الآن.

حنين إلى الماضي

الآن، وبعد مرور سنوات عديدة، لا تزال ذكريات طفولتي في جمصة حية في ذهني. وأنا كلما أعود إليها، أشعر وكأنني عدت إلى موطني الحقيقي.
وحتى الآن، ما زلت أحن إلى تلك الأيام السعيدة، إلى صوت أمواج البحر وإلى ضحكات أصدقائي. جمصة ليست مجرد مدينة، إنها قصة ذكريات لا تُنسى، قصة طفولتي السعيدة.

نداء إلى الماضي

إذا كنت ممن قضوا طفولتهم في جمصة، فإنني أدعوك إلى العودة إليها يومًا ما. ففي كل مرة تخطو فيها قدمك على شواطئها، ستستعيد تلك الذكريات الجميلة وتشعر وكأنك تعيشها من جديد.

لا تنسى أن تأخذ معك أطفالك، ودعهم يخوضون نفس المغامرة التي خضتها أنت ذات يوم، وليصنعوا ذكرياتهم الخاصة التي سيعتزون بها طوال حياتهم.

جمصة، مدينة الذكريات، بانتظارك دائمًا.