لطالما كان وصول جورجيا ميلوني إلى منصب رئيسة الوزراء في إيطاليا لحظة فارقة في تاريخ البلاد. بصفتها أول امرأة تشغل هذا المنصب، فقد كسرت ميلوني الحواجز وفتحت الأبواب أمام جيل جديد من قادة الإناث. لكن صعودها إلى السلطة لم يخلو من الجدل، حيث أثار أسلوبها الشعبوي وتصريحاتها المثيرة للجدل ردود فعل متباينة بين الإيطاليين والعالم.
"الفتاة التي أرادت التغيير": قصة ميلوني الشخصيةوُلدت جورجيا ميلوني في روما عام 1977، وترعرعت في أحياء المدينة العاملة. أثرت خلفيتها المتواضعة بشكل كبير على آرائها السياسية، حيث كانت ملتزمة منذ فترة طويلة بمساعدة المهمشين في المجتمع. بدأت رحلتها في السياسة في سن مبكرة، حيث انضمت إلى حزب شعبوي يميني عندما كانت مراهقة. وبمرور الوقت، ارتقت في صفوف الحزب وأصبحت وجهًا بارزًا للحركة اليمينية المتطرفة.
خلال حملتها الانتخابية، ركزت ميلوني بشدة على قضايا الهجرة والتقاليد العائلية والهوية الوطنية. كما تعهدت بتبني إجراءات صارمة ضد الجريمة وزيادة الإنتاجية الاقتصادية. وشددت على أنها تريد "إعادة إيطاليا إلى عظمتها"، وهو شعار أثار صدى لدى العديد من الناخبين الذين كانوا يشعرون بخيبة أمل من الوضع الراهن السياسي والاقتصادي.
ميلوني رئيسة للوزراء: نظرة عامة على سياستهاومنذ توليها السلطة، اتخذت ميلوني عددًا من الخطوات الجدلية والمثيرة للانقسام. فعلى سبيل المثال، أدخلت إجراءات صارمة على الهجرة، وأعادت العمل بقانون يحظر الإنقاذ في البحر للأشخاص الذين يدخلون البلاد بشكل غير قانوني. كما انتقدت اتحادات المثليين، وقالت إن الزواج بين شخصين من نفس الجنس "ليس عائلة حقيقية".
إلى جانب هذه السياسة المحافظة اجتماعيًا، ركزت ميلوني أيضًا على القضايا الاقتصادية. فقد تعهدت بخفض الضرائب وزيادة الإنفاق على الخدمات العامة. كما تعهدت بتقليص البيروقراطية وتحسين سهولة ممارسة الأعمال التجارية. ومن المتوقع أن تواجه هذه الإجراءات اختبارًا حقيقيًا مع تباطؤ الاقتصاد الإيطالي في مواجهة أزمة الطاقة العالمية.
ردود الفعل المختلطة: كيف استقبل العالم صعود ميلونيقُوبل صعود ميلوني إلى السلطة بردود فعل متباينة. أشاد بها بعض المعلقين المحافظين باعتبارها "القائدة القوية" التي تحتاجها إيطاليا. لكن آخرين حذروا من سياساتها، قائلين إنها تنذر بالعودة إلى سياسة الشعبوية والانقسام. وخارج إيطاليا، عبر بعض قادة العالم عن قلقهم بشأن تصريحات ميلوني المثيرة للجدل وتصرفاتها التي يُنظر إليها على أنها معادية للمهاجرين.
ومع ذلك، من السابق لأوانه التنبؤ بالعواقب الكاملة لقيادة ميلوني لإيطاليا. فمع وجودها في المنصب منذ أشهر فقط، لا تزال سياستها وأدائها قيد التقييم والتدقيق. ومع مواجهة البلاد للعديد من التحديات، بما في ذلك أزمة الطاقة المستمرة والحرب المستمرة في أوكرانيا، فإن رئاسة وزرائها ستخضع لامتحان صعب في الأشهر والسنوات المقبلة.