الحكاية تقول، في ليلة من ليالي دمشق الساحرة، ارتفعت نغمات شجية ممزوجة بآهات قلب حزين لترسم لوحة فنية رائعة يحكيها فنان استثنائي اسمه "جورج وسوف". عندما تنساب كلماته، يتوقف الزمن ويتجمد العالم، فنغوص في عالم من المشاعر والأحاسيس التي ترسمها حنجرته الذهبية. صوته الدافئ الرخيم، كأنه غيث ينزل على أرض جرداء، يروي ظمأ العطشى إلى الأمل والحب والألم. يقف على المسرح، ببنيته الضخمة وإطلالته المميزة، كجبل شامخ لا تهزه العواصف. يحمل بين يديه ميكروفونًا، ليس مجرد أداة، بل حبل ينقذه من غياهب أحزانه وينقذنا معه. تارة نراه ينتحب على أوتار قلبه المكسور، فتتراقص الدموع على وجنتيه كأنها لآلئ نادرة. وأخرى نجده يثور كالبركان، فتتصاعد حممه في كلماته الرنانة التي تزلزل المكان. أغانيه ترجمة صادقة لأحاسيس وصلت إلى أعماق كل من سمعها. فرحنا بفرحه وحزننا بحزنه، لأنه غنّى ما نشعر به، ولأن صوته كان مرآة لأرواحنا. خاصةً في تلك الليلة، عندما غنى أغنية "وبكى الليل"، أدركنا جميعًا أننا لسنا وحدنا. ففي كل قلب قصة حزن، وفي كل روح جرح لم يندمل. لكن مع كل نغمة، كنا نرى بصيصًا من الأمل، لأن "الكبير" كان يغني لنا ويواسينا ويذكرنا بأننا سنعبر هذه المحنة. والليلة، وبعد سنوات طويلة، لا تزال أغانيه ترن في آذاننا، وتذكرنا بذلك الرجل الذي بكى الليل معنا ونشر في قلوبنا الضوء. فيا جورج، سلام على روحك التي ألهمتنا وعلى صوتك الذي ما زال يعانقنا في ليالي الأنس والحزن.
We use cookies and 3rd party services to recognize visitors, target ads and analyze site traffic.
By using this site you agree to this Privacy Policy.
Learn how to clear cookies here