جوزيه جوميز: المدرسة الكروية التي لن يمحوها الزمن




بقلم: محمود خالد عبد الله
لا تتوقف القصص التي ترويها ألسنة عشاق القلعة البيضاء عن ذكر البرتغالي جوزيه جوميز، المدرب الذي أشرف على القيادة الفنية لفريق الزمالك حتى وقت قريب، ونجح في رسم البهجة على وجوه جماهيره على مدار عام كامل، لذلك كان من الصعب على جماهير الأبيض أن تتقبل فكرة رحيله وعودته لتدريب فريق الفتح السعودي مرة أخرى.
بالطبع، لم يكن الأمر مفاجئًا تمامًا، فلطالما ترددت أنباء عن تلقيه عروضًا من فرق أخرى، لكن لم يتوقع أحد أن تكون وجهته المقبلة إلى نادي الفتح السعودي، والذي كان قد تولى تدريبه من قبل. وعلى الرغم من أن عامًا واحدًا فقط قد مر على وجود جوميز داخل القلعة البيضاء إلا أنه نجح في تسجيل اسمه بحروف من ذهب إلى جانب المدربين الذين قادوا الزمالك لحصد الألقاب والبطولات.
كان جوميز من بين المدربين المميزين الذين قادوا نادي الزمالك في السنوات الأخيرة، إذ نجح في حصد بطولة الدوري المصري الممتاز موسم 2021-2022، كما نجح في الفوز بكأس مصر وكأس السوبر المصري، بالإضافة إلى قيادة الفريق لنهائي دوري أبطال أفريقيا والوصافة، وهو ما جعل الجماهير تتعلق به بشكل كبير.
عُرف عن جوزيه جوميز خلال فترة عمله مع الزمالك التزامه الشديد في عمله، وكذلك براعته في التعامل مع لاعبيه، بالإضافة إلى تميزه بالهدوء وحسن التصرف حتى في أصعب الأوقات، وقد ظهر ذلك جليًا في أكثر من موقف. كما عرف عنه أيضًا إجادته الاستفادة من قدرات لاعبيه بشكل جيد، واستغلال نقاط قوة كل لاعب وإسناد الأدوار المناسبة لكل منهم، وقد برز ذلك بصورة واضحة في أحمد سيد زيزو، الذي تألق تحت قيادته بشكل لافت للأنظار، وساهم بشكل كبير في تحقيق الزمالك للبطولات الثلاث.
ورغم الظروف الصعبة الذي مر بها الزمالك في بداية موسمه الجديد، بسبب رحيل عدد كبير من لاعبيه أبرزهم أشرف بن شرقي وإمام عاشور ومصطفى فتحي، إلا أن جوميز نجح في تكوين فريق جديد قوي، تمكن من تحقيق نتائج إيجابية في البطولة الأفريقية، كما نجح في تصحيح مسار الفريق في بطولة الدوري، وحقق الفوز في آخر 3 مباريات خاضها بمختلف البطولات.
رحل جوزيه جوميز عن الزمالك، لكنه ترك خلفه مدرسة كروية لن تمحوها الأيام، وسوف تظل جماهير الزمالك تتذكر هذا المدرب الذي حقق لها ما تمنته، وحققت الألقاب التي طال انتظارها.