جون دوران... إسقاط في دوامة الرقص




بدأت رحلتي مع الرقص منذ نعومة أظفاري، حيث كنت أنجذب بشكل لا مبرر له إلى الحركات الإيقاعية، والألحان التي تلامس ما في داخلي من شغف وتوق للتعبير عن ذاتي بطريقة مختلفة.

كان والداي داعمين لموهبتي منذ البداية، وحرصا على إلحاقي بدروس الرقص منذ سن مبكرة. مع كل خطوة أتحرك بها على خشبة المسرح، كنت أشعر بأنني أنتمي إلى عالم آخر، عالم خاص بي.

لكن الأمر لم يكن سهلاً طوال الطريق، فقد واجهت الكثير من العقبات والتحديات. نظرات الاستهجان والانتقادات من بعض أفراد المجتمع الذين رأوا في الرقص شيئًا غير لائق، ولكن هذا لم يثبط عزيمتي.

مع الوقت، أصبحت الرقص جزءًا لا يتجزأ من هويتي. من خلاله، اكتشفت قدراتي وطوّرت شخصيتي. الرقص بالنسبة لي ليس مجرد حركات، إنه لغة تتحدث عن عواطفي، وآرائي، وحتى قصصي الشخصية.

الرقص... طريق نحو التحرر

أعتقد أن الرقص يمنحنا فرصة فريدة للتحرر من قيود المجتمع، وفي الوقت نفسه يجمعنا معًا. عندما أكون على المسرح، أشعر وكأنني أتحرر من جميع الضغوط والهموم، وأغوص في عالم من الإبداع والتعبير.

وعندما أشاهد الجمهور مستمتعًا بعرضي، أشعر بأنني جزء من شيء أكبر من نفسي. الفن بطبيعته يوحد الناس، والرقص على وجه الخصوص يمتلك القدرة على تخطي الحواجز اللغوية والثقافية.

دوامة الرقص... رحلة لا تنتهي

الرقص ليس مجرد مهنة بالنسبة لي، إنه أسلوب حياة. إنه رحلة مستمرة من التعلم والنمو. مع كل عرض أقدمه، وكل ورشة عمل أحضرها، أشعر بأنني أكتشف أبعادًا جديدة من ذاتي.

أعتقد أن الفن بشكل عام لا يقف عند حدود محددة، إنه نهر متدفق يتجدد مع كل قطرة تنضم إليه. الرقص بالنسبة لي هو ذلك النهر، الذي آمل أن أستمر في السباحة في دوامته إلى الأبد.

رسالة إلى عشاق الرقص

إلى جميع عشاق الرقص، أقول لكم: لا تدعوا أحدًا يخبركم بأن الرقص غير لائق أو لا يليق بك. الرقص هو لغة عالمية يفهمها الجميع، وهو أداة للتعبير عن أنفسنا بطريقة قوية وجميلة.

لا تخجلوا من شغفكم، ولا تترددوا في ممارسة الرقص مهما كان شكل أو لون رقصتكم. لأن الرقص ليس مجرد هواية، إنه جزء منا، وهو شيء يجعلنا بشرًا مميزين.

استمروا في الدوران، واستمروا في التعبير عن أنفسكم، لأنكم في كل دورة ترسمون قصة جديدة وتتركون بصمة على هذا العالم.