في يوم من أيام عام 1997، حلّ الظلام على مدينة الأقصر المصرية، وبينما كان السياح الأجانب يستمتعون بمساء هادئ في معبد حتشبسوت، انقض عليهم مسلحون مجهولون وأطلقوا النار بوحشية على الحشود.
في لحظات، تحول المعبد إلى ساحة حرب، حيث سقط 62 شخصًا بين قتيل وجريح، بينهم 36 سائحًا من جنسيات مختلفة.
وإلى هذه اللحظة، لا تزال تفاصيل هذا الحادث الأليم غامضة، ولم تتمكن السلطات من الكشف عن هوية الجناة أو دوافعهم.
كل هذه الأسئلة ما زالت معلقة في الهواء، وتُبقي على الحادث كأحد الألغاز المحيرة في التاريخ المصري.
لكن هذا الحادث لم يكن مجرد جريمة قتل عادية، بل كان صدمة أصابت صميم السياحة في مصر، والتي كانت في تلك الأيام أحد أهم أعمدة الاقتصاد. أدت المذبحة إلى عزوف السياح عن زيارة المنطقة، الأمر الذي تسبب في خسائر فادحة لصناعة السياحة.
ومع مرور السنين، بدأ الحادث يتلاشى من الذاكرة، لكنه لا يزال بمثابة وصمة عار على تاريخ مصر. وتبقى هذه الجريمة الغامضة تذكيرًا بأن العنف والتطرف يمكن أن يضربا في أي وقت وفي أي مكان.
إن "حادث الأقصر" ليس مجرد قضية جنائية، بل هو قصة إنسانية عميقة تتحدث عن الموت والخسارة والمعاناة. إنها قصة عن الظلام الذي يمكن أن يختبئ في أعماق النفس البشرية.
وإلى أن يتم الكشف عن الحقيقة، سيبقى "حادث الأقصر" جريمة غامضة وألمًا جماعيًا يُثقل كاهل التاريخ.