حادث الطريق الدائرى




قرأت بالأمس خبرا في إحدى الصحف يقول إن هناك حادثًا مروريًا رهيبًا وقع على الطريق الدائري، مما أسفر عن وفاة 6 أشخاص وإصابة 20 آخرين، وكان الخبر بالتفصيل عن مكان الحادث وعدد المصابين والقتلى ولكن لم يتطرق إلى الأسباب الحقيقية وراء وقوع هذه الحادثة المؤلمة.
وعندما كنت عائدًا إلى المنزل أغلقت النوافذ بسبب الرياح الشديدة التي كانت تضرب السيارة بعنف، بدأت أفكر في سبب هذا الحادث المفجع، وعندما وصلت إلى المنزل جلست حائرًا أفكر فيما حدث، لقد مررت من نفس المكان تقريبًا في نفس التوقيت، وتساءلت هل كنت سأكون أحد ضحايا هذا الحادث لو تحركت قليلًا عن موعدي المعتاد.
تذكرت يومًا ما كنت عائدًا من عملي متأخرًا جدًا، وكانت الساعة قد تجاوزت الثامنة مساءً، وكان الطريق خاليًا تمامًا، وفجأة شعرت بنعاس شديد لم أستطع السيطرة عليه، أوقفت سيارتي على جانب الطريق محاولًا أن أحارب هذا النعاس، لكني فشلت، نمت لمدة حوالي 10 دقائق، وعندما استيقظت استكملت طريقي حتى وصلت إلى المنزل.
تساءلت هل سأكون ضحية من ضحايا هذا الحادث لو لم أستطع السيطرة على النعاس في تلك الليلة كما حدث في تلك الليلة المشؤومة؟
وكم من الأشخاص الذين كانوا ضحية هذا الحادث لم يتمكنوا من السيطرة على نعاسهم وغلبهم النوم؟
وهل الطريق الدائري هو الطريق الوحيد الذي تحدث فيه مثل هذه الحوادث؟
للأسف فقد قرأنا الكثير من الأخبار عن حوادث الطرق، ولم يعد يخلو يوم من خبر أو اثنين عن وقوع حادث أودى بحياة عدد من الضحايا، فوفقا لما ذكرته الإدارة العامة للمرور في بلدنا فإن هناك أكثر من 10000 حادث سنويا مما يسفر عن مقتل أكثر من 10000 شخص وإصابة أكثر من 30000 آخرين.
وتبين الإحصاءات أن معظم هذه الحوادث تحدث بسبب السرعة الزائدة وعدم الالتزام بقواعد المرور والتعب وقلة النوم.
وأنا أرى أن هناك عددا من الحلول التي يجب اتخاذها للحد من هذه الحوادث المرورية، منها على سبيل المثال زيادة الوعي بضرورة الالتزام بقواعد المرور، وتشديد العقوبات على المخالفين، وتحسين حالة الطرق، وتوفير أماكن للراحة على الطرق الطويلة حتى يتمكن السائقون من التوقف والراحة قبل استكمال رحلتهم.
كما أرى ضرورة توفير أجهزة لقياس سرعة السيارات على الطرق حتى يتمكن السائقون من ضبط سرعتهم، بالإضافة إلى إعداد خطط مرورية جديدة لتخفيف الازدحام المروري الذي يعتبر من الأسباب الرئيسية لحدوث الحوادث المرورية.
وأخيرًا، فإنني أود أن أتوجه بخالص التعازي لأسر ضحايا الحادث الأليم الذي وقع على الطريق الدائري، وأتمنى الشفاء العاجل للمصابين، كما أدعو الجميع إلى توخي الحذر والالتزام بقواعد المرور من أجل سلامتهم وسلامة الآخرين.