حادث الطريق الدائري... ملحمة بطولة لا تنسى




وسط زحام الطريق الدائري المعتاد، حدث ما لم يكن في الحسبان، حادث مروري مأساوي أوشك أن يتحول إلى كارثة لولا بطولة استثنائية، بطولة بطلها ليس سوى فتاة شابة لم تتجاوز العشرين من عمرها.

كانت مريم تقود سيارتها في طريقها إلى عملها كالمعتاد، عندما سمعت صوت انفجار قوي، تلاه صراخ واستغاثة عالقين داخل سيارة انقلبت أمامها، لم تفكر مريم مرتين، ترجلت من سيارتها واتجهت نحو السيارة المنكوبة.

كانت السيارة محطمة تمامًا، والمصابون بداخلها في حالة خطرة، لم تتردد مريم، فتحت الباب وأخرجت امرأة مسنة مصابة، وضعتها على جانب الطريق، ثم عادت لتخرج طفلاً صغيرًا، استمرت في إخراج المصابين واحدًا تلو الآخر، حتى أخرجتهم جميعًا، بمن فيهم السائق الذي كان محاصرًا ولم يتمكن من الخروج.

"كان المنظر مروعًا، لكن لم يكن لدي وقت للخوف، كانت هناك حياة تحتاج إلى إنقاذ"
  • روى مريم ما حدث بعد ذلك قائلة:
  • ذهبت إلى سيارتي وأحضرت حقيبة الإسعافات الأولية، وبدأت في تقديم الإسعافات الأولية للمصابين، حتى وصلت سيارات الإسعاف ونقلت المصابين إلى المستشفى.
بطولة صامتة
لم تكتف مريم بإنقاذ المصابين، بل أصرت على البقاء معهم في المستشفى حتى اطمأنت على حالتهم، ولم تترك المستشفى إلا بعد أن شكرها الأطباء على ما قدمته من بطولة استثنائية.

في زمن أصبح فيه الأنانية هي السائدة، كانت بطولة مريم أشبه بملحمة، أثبتت أن هناك من لا يزال يؤمن بقيمة الحياة الإنسانية، وأن هناك من لا يتردد في المخاطرة بنفسه لإنقاذ الآخرين.

فرغم صغر سنها، كانت مريم بطلة حقيقية، تجسدت فيها أسمى معاني الإنسانية، وستبقى قصتها خالدة في ذاكرة من عرفوها وشهدوا على بطولتها.

"لا أعتبر نفسي بطلة، أنا فقط فعلت ما يجب أن يفعله أي شخص آخر في مثل هذا الموقف، إنقاذ حياة الآخرين هو واجب إنساني قبل أن يكون بطولة"
نداء

حكاية مريم هي نداء لكل منا، بأن نكون شجعانًا عندما نرى خطبًا، وأن لا نتردد في تقديم المساعدة لمن يحتاجها، لأننا لا نعرف متى سنكون نحن من نحتاج إلى يد العون.