كانت مريم تقود سيارتها في طريقها إلى عملها كالمعتاد، عندما سمعت صوت انفجار قوي، تلاه صراخ واستغاثة عالقين داخل سيارة انقلبت أمامها، لم تفكر مريم مرتين، ترجلت من سيارتها واتجهت نحو السيارة المنكوبة.
كانت السيارة محطمة تمامًا، والمصابون بداخلها في حالة خطرة، لم تتردد مريم، فتحت الباب وأخرجت امرأة مسنة مصابة، وضعتها على جانب الطريق، ثم عادت لتخرج طفلاً صغيرًا، استمرت في إخراج المصابين واحدًا تلو الآخر، حتى أخرجتهم جميعًا، بمن فيهم السائق الذي كان محاصرًا ولم يتمكن من الخروج.
"كان المنظر مروعًا، لكن لم يكن لدي وقت للخوف، كانت هناك حياة تحتاج إلى إنقاذ"فرغم صغر سنها، كانت مريم بطلة حقيقية، تجسدت فيها أسمى معاني الإنسانية، وستبقى قصتها خالدة في ذاكرة من عرفوها وشهدوا على بطولتها.
"لا أعتبر نفسي بطلة، أنا فقط فعلت ما يجب أن يفعله أي شخص آخر في مثل هذا الموقف، إنقاذ حياة الآخرين هو واجب إنساني قبل أن يكون بطولة"حكاية مريم هي نداء لكل منا، بأن نكون شجعانًا عندما نرى خطبًا، وأن لا نتردد في تقديم المساعدة لمن يحتاجها، لأننا لا نعرف متى سنكون نحن من نحتاج إلى يد العون.