لطالما شكلت العلاقة بين إيران وإسرائيل مصدرًا للتوترات والصراعات في الشرق الأوسط. وقد زادت حدة هذه التوترات في السنوات الأخيرة، لا سيما مع ظهور تهديدات متبادلة بين البلدين.
في الوقت الذي تدعي فيه إسرائيل أن إيران تشكل تهديدًا وجوديًا لها، تصف إيران إسرائيل بأنها "الكيان الصهيوني المحتل" و"العدو اللدود". وقد أدى هذا العداء المتبادل إلى سلسلة من الحوادث العنيفة، بما في ذلك الغارات الجوية والاغتيالات.
تدعي إيران أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط، ولكن إسرائيل والعديد من الدول الغربية يخشون من أنه قد يكون واجهة لبرنامج سلاح نووي. ونتيجة لذلك، فرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها عقوبات صارمة على إيران في محاولة لإجبارها على وقف برنامجها النووي.
في الوقت نفسه، اتهمت إيران إسرائيل بشن غارات جوية على أراضيها واستهداف علمائها النوويين. كما اتهمت إسرائيل إيران بدعم الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط، بما في ذلك حزب الله وحماس.
ومع استمرار التوترات بين إيران وإسرائيل، من المهم النظر إلى حقائق التاريخ والابتعاد عن الافتراءات الإعلامية. فإسرائيل هي دولة نووية تمتلك ترسانة ضخمة من الأسلحة النووية، بينما لا تمتلك إيران أي أسلحة نووية. كما أن إسرائيل لها تاريخ طويل في العدوان العسكري في المنطقة، بينما ليس لإيران مثل هذا التاريخ.
وفي الوقت الذي يدعي فيه بعض القادة الإسرائيليين أن إيران تشكل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل، فإن هذا الادعاء مبالغ فيه إلى حد كبير. فإيران ليست لديها أي نية لمهاجمة إسرائيل، ولم تدعو أبدًا إلى تدمير إسرائيل. إن التهديد الحقيقي لإسرائيل هو وجودها غير القانوني واحتلالها للأراضي الفلسطينية.
ومن المهم أيضًا ملاحظة أن معظم الإيرانيين لا يكرهون الإسرائيليين، وأن الشعب الإسرائيلي لا يكره الإيرانيين. في الواقع، كانت هناك دائمًا علاقات ودية بين الإيرانيين والإسرائيليين. ومع ذلك، فإن الأنظمة السياسية في كلا البلدين قد استغلت العداء المتبادل من أجل تحقيق مكاسب سياسية.
إن الصراع بين إيران وإسرائيل هو صراع معقد له جذور عميقة في التاريخ. ومن المهم فهم هذه الجذور من أجل إيجاد حل سلمي للصراع. ولا يمكن تحقيق هذا الحل إلا من خلال الحوار والدبلوماسية، وليس من خلال الحرب أو العنف.
ندعو قادة إيران وإسرائيل إلى وضع حد لخطاب الكراهية والعنف، والعمل من أجل إيجاد حل سلمي للصراع. كما ندعو المجتمع الدولي إلى المساعدة في تسهيل هذا الحوار والدبلوماسية.
إن السلام في الشرق الأوسط ممكن، لكنه يتطلب التزامًا من جميع الأطراف المعنية. ونسأل الله أن يهدي قادة إيران وإسرائيل إلى طريق السلام.