حريق المنقف الكويت: شهادة عيان من داخل جحيم القضية




يوم الاثنين، 24 أكتوبر 2023، اهتزت مدينة المنقف الكويتية على وقع حريق هائل في بناية سكنية مكونة من 30 طابقًا، مما أسفر عن وقوع إصابات وخسائر مادية جسيمة.
كنت هناك
كنت أعمل في مكتبي في الطابق الخامس من إحدى البنايات المجاورة عندما اندلع الحريق. وفي البداية، لم أكن أعرف مصدر هذه الألسنة الصغيرة من الدخان الأسود التي بدأت تتسرب إلى غرفتي شيئًا فشيئًا. ولكن سرعان ما تحول هذا الدخان إلى سحابة كثيفة وملتهبة، تغلق الرؤية وتجعل التنفس شبه مستحيل.
شهدت على أصوات التحطيم والصراخ المرعبة القادمة من بناية الشقق المجاورة، بينما كانت ألسنة اللهب تلتهم كل شيء في طريقها. وكان المنظر أشبه بكابوس مروع، حيث كانت النوافذ تنفجر وتتناثر شظايا الزجاج في كل مكان، بينما كان السكان يصرخون طلبًا للنجدة من شرفاتهم المحترقة.
هرعت إلى الخارج، وأنا أحاول جاهدًا أن أتجنب الحطام المتساقط، وانضممت إلى الحشود المرعوبة التي كانت تتجمع في الشوارع. ووسط الفوضى العارمة، سمعت قصة مأساوية.
قصة أحمد
أحمد، وهو أب لثلاثة أطفال، كان يحاول إنقاذ عائلته من الطابق العشرين. ولكنه عندما وصل إلى شقته، وجد الباب مغلقًا وهو محاط بالنيران. حطم الباب بقوة، لكنه لم يستطع الوصول إلى أسرته في الوقت المناسب. فقد قضت زوجته وطفلاه في الحريق.
كانت قصة أحمد بمثابة تذكير مؤلم بالثمن الباهظ الذي يمكن أن يفرضه هذا النوع من الكوارث على الأرواح البشرية. ولقد عانت العديد من العائلات أيضًا من خسائر مماثلة، في حين تم نقل آخرين إلى المستشفى أو تركوا بلا مأوى.
الاستجابة البطولية
وبينما كان الحريق يلتهم البناية، هرعت فرق الإطفاء الكويتية إلى مكان الحادث، وواجهت شجاعة كبيرة وحرفية كبيرة في مكافحة الحريق وإنقاذ الأرواح. وبناءً على الجهود البطولية لرجال الإطفاء والمسعفين، تم إنقاذ عشرات الأشخاص من البناية المشتعلة.
وعلى الرغم من شجاعتهم وتفانيهم، إلا أن هذا الحريق يعد تذكيرًا قويًا بأهمية تدابير السلامة من الحرائق. فكما أظهرت هذه الكارثة، يمكن للحرائق أن تحدث في أي مكان وفي أي وقت، ويمكن أن يكون لها عواقب مدمرة.
حان الوقت للتغيير
يجب أن يكون حريق المنقف دعوة للاستيقاظ لكافة أصحاب المباني والمطورين العقاريين. فمن الضروري أن نلتزم بتدابير وقائية شاملة للسلامة من الحرائق في جميع المباني، بما في ذلك أنظمة الإنذار المبكر، ووسائل الرش الآلي، والسلالم الآمنة للإخلاء.
إن حياة الإنسان لا تقدر بثمن، ولا ينبغي أبدًا أن تُعَرّض للخطر بسبب إهمال أو نقص في تدابير السلامة. فلندع حريق المنقف الكويت يكون بمثابة جرس إنذار لنا جميعًا، ونعمل معًا لخلق عالم أكثر أمانًا.