حسام عرفات: رحلة كفاح من بين الأنقاض




كنت صغيرًا عندما ضرب زلزال أرمينيا عام 1988. ورغم أنني لم أكن أعيش في أرمينيا، فقد تركت هذه الكارثة ندبة عميقة في روحي. فقد أودى الزلزال بحياة أكثر من 25 ألف شخص، وشرد آلاف آخرين. ومن بين الضحايا، كانت عائلتي.

في تلك الليلة المشؤومة، انهار منزلنا في غيومري، المدينة التي ضربها الزلزال. كنت وأمي وأختي نائمين عندما حدث ذلك. استيقظت على صوت دوي هائل، وشعرت بالجدران وهي تهتز من حولي. سقط السقف علينا، ودفنتنا في الأنقاض.

بصعوبة، تمكنت من الخروج من تحت الأنقاض وطلب المساعدة. وجدت شخصًا ما لمساعدتي في إخراج أمي وأختي. لقد كنا محظوظين بالنجاة، لكننا فقدنا كل شيء آخر. لقد فقدنا منزلنا، وجميع ممتلكاتنا، وأسرتنا.

بداية رحلة جديدة

بعد الزلزال، انتقلنا إلى العراق، حيث كان والدي يعمل. كانت الحياة صعبة هناك أيضًا، لكننا تمكنا من إعادة بناء حياتنا شيئًا فشيئًا. درست بجد، وتخرجت في النهاية من كلية الطب. عملت في العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أرمينيا، لمساعدة الآخرين الذين عانوا من الكوارث.

إحدى اللحظات التي لا أنساها أبدًا هي عندما عدت إلى أرمينيا بعد الزلزال بسنوات عديدة للمساعدة في بناء مستشفى جديد. عندما رأيت المستشفى مكتملًا، شعرت بالكثير من العواطف. لقد كان شعورًا رائعًا أن أكون قادرًا على المساعدة في إعادة بناء المجتمع الذي عانى كثيرًا.

لقد تعلمت الكثير من الدروس من تلك التجربة الرهيبة. أهم درس هو أن الحياة يمكن أن تتغير في لحظة. ولأننا لا نعرف أبدًا ما يخبئه المستقبل، فمن المهم أن نعيش كل يوم على أكمل وجه.

لقد تعلمت أيضًا أن حتى في أحلك الأوقات، هناك دائمًا أمل. فبعد الزلزال، كان هناك العديد من الأشخاص الذين لبوا النداء للمساعدة. لقد قدموا لنا الطعام والمأوى والرعاية الطبية. لقد أظهروا لنا أن هناك أشخاصًا جيدين في العالم.

العودة إلى أرمينيا

في عام 2018، عدت للعيش في أرمينيا. كان هذا قرارًا صعبًا، لكنني شعرت أن الوقت قد حان لإعادة شيء إلى المجتمع الذي ساعدني كثيرًا. لقد كنت أعمل كطبيب في مستشفى محلي، وأنا فخور بأن أكون جزءًا من فريق يعمل على تحسين صحة الشعب الأرميني.

عائلة جديدة وإرث مستمر

أنا متزوج الآن ولدي طفلان جميلان. إنهم نور حياتي، وأنا ممتن جدًا لكل ما لدي اليوم. أعلم أن رحلتي لم تكن سهلة، لكنني لن أستبدلها بشيء في العالم. لقد جعلتني تجربتي أقوى وأكثر مرونة. لقد علمتني أهمية العائلة والأصدقاء، وأهمية رد الجميل للمجتمع الذي ساعدني كثيرًا.

أخطط لمواصلة العمل كطبيب في أرمينيا لسنوات عديدة قادمة. أريد أن أواصل المساعدة في تحسين صحة الشعب الأرميني، وأن أقدم الأمل والشفاء لأولئك الذين يعانون.

دعوة للعمل

أدعوكم جميعًا إلى الانضمام إلي في دعم الشعب الأرميني. هناك العديد من الطرق التي يمكنك من خلالها المساعدة، مثل التبرع للجمعيات الخيرية أو التطوع في مؤسسات المجتمع المحلي. يمكنك أيضًا زيادة الوعي بالاحتياجات المستمرة للشعب الأرميني.

معًا، يمكننا أن نحدث فرقًا في حياة أولئك الذين عانوا كثيرًا. يمكننا أن ننشر الأمل والشفاء، وأن نبني مجتمعًا أفضل للجميع.