ولد مبارك في قرية كفر مصيلحة بمحافظة المنوفية عام 1928، وبدأ مسيرته العسكرية في سلاح الطيران. بعد حصوله على الدكتوراه في العلوم العسكرية، ترقى في المناصب حتى أصبح نائب رئيس الجمهورية عام 1975.
في عام 1981، اغتيل الرئيس محمد أنور السادات، وتولى مبارك الرئاسة في ظروف صعبة. وكان على رأس أولوياته استعادة الاستقرار والأمن إلى البلاد، وكذلك مواجهة التحديات الاقتصادية المتصاعدة.
اتسمت سياسة مبارك الداخلية بالتركيز على الأمن والاستقرار. وأنشأ دولة أمنية قوية، مما أدى إلى قمع المعارضة السياسية وحقوق الإنسان. كما شهد حكمه زيادة كبيرة في الفساد والمحسوبية.
وعلى الصعيد الاقتصادي، اتبع مبارك سياسة الانفتاح الاقتصادي، مما أدى إلى نمو اقتصادي كبير. ومع ذلك، لم يكن هذا النمو موزعًا بشكل عادل، مما أدى إلى تفاقم الفجوة بين الأغنياء والفقراء.
في السياسة الخارجية، حافظ مبارك على علاقات قوية مع الولايات المتحدة وكان حليفًا رئيسيًا لها في الشرق الأوسط. كما سعى إلى حل النزاع العربي الإسرائيلي، ولعب دورًا رئيسيًا في اتفاقية كامب ديفيد عام 1979.
وعلى الصعيد الإقليمي، كان مبارك مؤيدًا قويًا للوحدة العربية. وأسس اتحاد دول المغرب العربي، وعمل من أجل تعزيز التعاون بين الدول العربية.
في 25 يناير 2011، اندلعت ثورة شعبية في مصر مطالبة بإسقاط نظام مبارك. شاب الثورة غضب شعبي واسع النطاق من الفساد والفقر والقمع السياسي. وبعد 18 يومًا من الاحتجاجات الحاشدة، استقال مبارك من منصبه في 11 فبراير 2011.
بعد إطاحته، واجه مبارك محاكمة بتهمة الفساد وقتل المتظاهرين. وأدين وحكم عليه بالسجن مدى الحياة. ومع ذلك، أُطلق سراحه في عام 2017 لأسباب صحية.
لا يزال إرث حسني مبارك مثيرًا للجدل. يرى البعض أنه حافظ على استقرار مصر في فترة مضطربة، بينما يرى آخرون أنه كان ديكتاتورًا قمعيًا أشرف على فترة من الفساد والقمع السياسي.
بغض النظر عن آرائك الشخصية تجاه مبارك، فلا شك أنه كان شخصية رئيسية في تاريخ مصر المعاصر. ولعب دوره في الثورة المصرية وتأثير حكمه على البلاد لعقود قادمة.