ولد حسن الخطيب في مدينة حلب السورية عام 1935، ونشأ في بيت متواضع حيث كان والده شيخًا لأحد المساجد. منذ طفولته، أظهر حسن موهبة فطرية في الخط العربي، وكان يقضي ساعات طويلة في تدريبات مكثفة، واصلاً الليل بالنهار.
رحلته إلى عالم الخطفي سن مبكرة، انتقل حسن إلى القاهرة لدراسة الطب، إلا أن حبه للخط العربي جذبه بقوة، فترك دراسته الطبية واتجه إلى أكاديمية الفنون الجميلة. هناك، تلقى تعليمًا أكاديميًا صارمًا على يد نخبة من كبار الخطاطين، مما صقل موهبته ووسع معرفته الفنية.
إبداعات خالدةاشتهر حسن الخطيب بخطوطه المميزة، وخاصة خط النسخ الذي أتقنه بامتياز. ومن أشهر أعماله، كتابته للمصحف الشريف الخاص بالرئيس المصري الراحل أنور السادات، والذي أهداه إلى المسجد الحرام في مكة المكرمة. كما كتب بخط يده الآيات القرآنية على قبة الصخرة المشرفة في القدس.
بالإضافة إلى الخط، برع حسن الخطيب في فن الرسم بالخط العربي. وقد ابتكر أسلوبًا فريدًا في رسم اللوحات الفنية باستخدام الحروف العربية، مما أضفى بعدًا جديدًا على هذا الفن العريق.
إرث خالدلم يكن حسن الخطيب مجرد خطاط، بل كان أيضًا معلمًا وفنانًا ملهمًا. فقد أسس مدرسة لتعليم الخط العربي في دمشق، حيث درب آلاف الطلاب على مر السنين. ولا تزال أعماله وكتاباته تُدرّس اليوم في مدارس الخط العربي ومراكز الفنون حول العالم.
وقال الخطاط المصري الشهير أحمد مصطفى: "حسن الخطيب من عمالقة الخط العربي في العصر الحديث. لقد رفع هذا الفن إلى آفاق جديدة من الجمال والإبداع، وإرثه سيظل مصدر إلهام للأجيال القادمة".رحل حسن الخطيب عن عالمنا في عام 2015 عن عمر يناهز 80 عامًا، تاركًا وراءه إرثًا لا يقدر بثمن من الإبداع الفني. ولا تزال أعماله الخالدة تجمّل دور العبادة والمتاحف والمعارض، وتشهد على براعة هذا الفنان الاستثنائي الذي أعطى للأحرف العربية حياة جديدة.