يتميّز حسين لبيب بسرد قصصه على لسان شخصياته، بأسلوب سلس وعفوي، يجعلك تشعر وكأنك جالس إلى جواره في مقهى شعبي، تحكي لك أحداثاً من حياتك.
قصصه تحمل بساطة تبدو ظاهرية في ظاهرها، لكنها تخفي خلفها عمقاً لا يُصدّق، وكأنك تنظر إلى جبل جليدي لا يُظهر إلا قمته البسيطة فوق سطح الماء، بينما يخفي تحته عالماً غنياً ممتداً في أعماق المحيط.
وحين تقرأ له، ستكتشف أنك أمام كاتب مرهف الحس، دقيق الملاحظة، قادر على التقاط أدق التفاصيل الإنسانية وتحويلها إلى قصص تحكي عن حياتنا وآلامنا وآمالنا، فقصصه ليست مجرد حكايات تُنسى بمجرد الانتهاء منها، بل هي تجارب إنسانية عميقة تحفر في الذاكرة وتظل بداخلنا طويلاً.
وبعيدًا عن لغته البسيطة السلسة وقدرته على رسم الشخصيات، فإنك ستجد نفسك أمام كاتب متمكن من أدواته، بارع في استخدام الرمزية والإيحاء، يترك للقارئ مساحة واسعة لتأويل النص واستنباط الدلالات والتفسيرات التي يراها مناسبة.
وبهذا الأسلوب المتفرد، استطاع حسين لبيب أن يخلق عالمًا قصصيًا فريدًا من نوعه، عالمًا لا يُشبه أي عالم آخر، عالمًا يعكس تناقضات الحياة وجمالها وقسوتها في آن معًا.