استيقظت صباح ذلك اليوم، مثل كثيرين غيري، بشعور من الفضول القلق. كان تنصيب دونالد ترامب بمثابة لحظة تاريخية، سواء كنت تؤيده أم تعارضه. كنت أتابع الحملة عن كثب، وأنا مذهول من الصعود غير المسبوق للمرشح الخارجي. بينما احتشد الناس في العاصمة، كنت جالسًا على أريكتي مع فنجان قهوة، أشاهد الحدث على التلفزيون.
كان الحفل نفسه مشهدًا مثيرًا للإعجاب، على الرغم من الطقس البارد. كان هناك عروض عسكرية وموسيقية وكلمات ملهمة. لكن ما لا يمكنني إخراجه من ذهني هو الصورة المزعجة للرجال بالبدلات في الصف الأمامي. هؤلاء الرجال، الذين يمثلون المؤسسة السياسية، بدوا وكأنهم خرجوا من حقبة مختلفة. وجوههم القاسية ونظرتهم المتجهمة جعلتني أتساءل عما إذا كانوا يفهمون حقًا العالم الذي كانوا على وشك قيادته.
تذكرت هذه اللحظة في الأشهر التي تلت ذلك اليوم. رأيت هؤلاء الرجال بالبدلات يقفون في وجه كل ما أؤمن به. لقد رأيتهم يسنون سياسات تجعل حياة الأمريكيين العاديين أكثر صعوبة. رأيتهم يهاجمون وسائل الإعلام والسلطة القضائية. رأيتهم يدمرون الديمقراطية التي تم بناؤها على مدى قرون.
لا أعرف ما هي النتيجة النهائية للرئاسة الحالية. لكنني أعلم أن الصورة تلك للرجال بالبدلات المطابقة سوف تطاردني إلى الأبد. إنها تذكير بأن معركة الحفاظ على ديمقراطيتنا لا تزال قائمة، وأن الرجال الأقوياء الذين يسعون إلى السلطة ليسوا سوى خصوم يجب هزيمتهم.