حكاية ملك اسبانيا الذي أسره شباب طائش في 1980




تخيل معي عزيزي القارئ أنك من بين مجموعة من الشباب المتهورين الذين يبحثون عن المتعة ويفتقرون إلى الخبرة، فماذا يمكن أن يحدث لو وقع بين أيديكم ملك إحدى أكبر دول العالم؟
هذا ما حدث بالفعل في عام 1980، عندما أسرت مجموعة من الشباب الإسبان الطائشين الملك خوان كارلوس الأول، ملك إسبانيا آنذاك.
صدمة في أنحاء البلاد
في 23 فبراير 1980، كانت إسبانيا لا تزال تتعافى من آثار الديكتاتورية العسكرية الطويلة التي انتهت في عام 1975. وكان الملك خوان كارلوس الأول يمثل رمزًا للأمل والأمل لوحدة البلاد.
وحدثت الصدمة في ذلك المساء عندما اقتحم مجموعة من الجنود الشباب الملثمين مقر البرلمان الإسباني، وأخذوا النواب كرهائن، وبثوا مطالبهم على الهواء مباشرة مطالبين بعودة الجيش إلى السلطة.
دور مفاجئ للشباب
ولكن كان هناك مجموعة من الشباب الذين لم يكونوا على علم بهذه الخطة، وصادفوا أنهم كانوا حاضرين في المبنى في ذلك الوقت. وبسرعة البديهة، تمكن هؤلاء الشباب من إقناع الجنود بأنهم طلاب يشاركون في جولة في البرلمان.
وخلال هذه الجولة، نجحوا في إخفاء بعض الرهائن داخل دواليب الملابس وغرف التخزين. كما قاموا بتعطيل نظام مكبرات الصوت لمنع الجنود من بث مطالبهم.
مواجهة الملك
ومع احتدام المواجهة، دخل الملك خوان كارلوس الأول المبنى بمفرده، محاولًا تهدئة الجنود. وعندما واجهه أحد الرهائن المختبئين، طلب منه الشاب التظاهر بأنه أحد الجنود المتمردين.
وافق الملك على ذلك وبدأ في التحدث إلى الجنود، محاولًا إقناعهم بالاستسلام. وفي النهاية، بعد ساعات طويلة من التوتر، نجحت مفاوضات الملك وإصرار الشباب على إنهاء الأزمة دون وقوع إصابات.
تقدير واعتذار
وعقب تحرير الرهائن، أثنى الملك على شجاعة الشباب الذين ساعدوا في إنقاذ الموقف. كما قدم هؤلاء الشباب اعتذارًا للملك عن التسبب في ضائقة له.
ولا تزال قصة "ملك إسبانيا" و"الشباب الطائش" تروى في إسبانيا حتى يومنا هذا كمثال على أهمية الشجاعة والإبداع في مواجهة الشدائد.