ولد حلمي بكر عام 1928 في حي عابدين العريق بالقاهرة، ونشأ في أسرة محبة للموسيقى. ظهرت موهبته منذ نعومة أظفاره، حيث كان يمتلك أذنًا موسيقية حساسة وصوتًا عذبًا. في سن مبكرة، تعلم العزف على الكمان والعود، وأتقنهما ببراعة.
كانت البداية الفعلية لمسيرة حلمي بكر الفنية في أواخر الأربعينيات، حيث ألف أولى ألحانه عام 1948. ولكن النجاح الحقيقي الذي حققه كان مع أغنيته الشهيرة "أول همسة" التي غنتها أم كلثوم عام 1961. ومن هنا، انطلقت رحلة حلمي بكر كملحن عظيم.
تعاون حلمي بكر مع كبار المطربين والمطربات العرب، من أم كلثوم إلى عبد الحليم حافظ إلى محمد عبد الوهاب. ألحانه كانت بمثابة لوحات فنية مميزة جسدت عمق وحساسية الكلمات التي غنت. ومن بين أعماله الخالدة:
استطاع حلمي بكر، ببراعته الموسيقية، أن يخلق ألحانًا لا تنسى، تلامس مشاعر المستمعين وتثير ذكريات جميلة. كما اشتهر بقدرته الفائقة على التعبير عن المشاعر الإنسانية المختلفة من الحب والحنين إلى الفرح والترقب.
لم يكن حلمي بكر ملحنًا عظيمًا فحسب، بل كان أيضًا معلمًا ومرشدًا في عالم الموسيقى. فقد أسس معهدًا خاصًا لتدريس الموسيقى، حيث اكتشف ورعى العديد من المواهب الصاعدة. كما شارك في العديد من اللجان الموسيقية، وساهم في تطوير وتحديث الموسيقى العربية دون المساس بتراثها الأصيل.
رحل حلمي بكر عن عالمنا في عام 2019، تاركًا خلفه إرثًا موسيقيًا لا ينضب. ألحانه الخالدة لا تزال تتردد في حفلاتنا العائلية وفي سياراتنا، وتذكرنا بهذا الملحن العبقري الذي أثرى حياتنا بألحانه التي لا تنسى.
حلمي بكر، أيقونة الأغنية المصرية، سيظل دائمًا في قلوبنا كرمز للموسيقى العربية الأصيلة التي تلامس روح ووجدان كل من يستمع إليها.